استوقفني ما ذكره النائب أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين في حواره الخاص مع جريدة "الفجر" حول أسباب استقالته من مجلس النواب الذي دخله ضمن قائمة في حب مصر وأنه لو رفضها البرلمان سيعود.. الأمر يجعلني اسأل لماذا لم تعرض علي المجلس لمناقشتها والبت فيها خاصة وان المهندس قرطام رجل حزبي ويمثل حزباً له رصيد في الشارع المصري.
قرطام رد علي بعض التأويلات حول الاستقالة التي طالت منذ اختيار لجان الدورة الحالية وانه لم يدفعه إليها غضب بقدر ما كان تعبيرا عن رفضي لأسلوب معين داخل المجلس.. والمعروف ان المجلس سيرفض الاستقالة التي لم تعرض أو تناقش حتي الآن وفي حال قبولها لن يقل عدد أعضاء حزبه حيث يصعد العضو البديل.
فجر قرطام في حديثه تصوره عن الحياة الحزبية في مصر - أعتقد ويتفق معي الملايين أنها هشة وبلا ملامح - معتبرا أنها مصدر الفكر السياسي وصحيح ان الأحزاب هي الأساس لأنها لبنة البرلمان والحكومة ومن هنا يجب ان يكون هناك اهتمام بالحياة الحزبية التي تثري الحياة السياسية للمجتمع وتحافظ علي الكوادر السياسية فمنها يمكن قياس بوصلة العمل السياسي الحقيقي علي الأرض.
وأظن ان الاهتمام بالحياة الحزبية يجب أن يكون عنوانا أصيلا لكل الأحزاب علي الساحة في مصر فهي القاعدة الأساسية لبناء الكوادر السياسية التي يحتاجها الشارع المصري اليوم قبل غد.
للأسف أحزابنا السياسية غائبة وأمامها امتحان صعب في المحليات المقبلة عليها ان تعد كوادرها والا خسرت الساحة لأن المحليات هي المعامل السياسية الحقيقية لتربية كوادر العمل السياسي وأحزابنا التي لا نعرف عددها ليس لها وجود حقيقي في الشارع.
وقفة مع تصريحات عسيري
أعتقد ان سرعة توضيح اللواء أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات التحالف حول تصريحاته الأخيرة كان مهما حيث ان المتربصين بالعلاقات المصرية - السعودية والقنوات إياها أرادت أن تنسج منها قصصا لا معني لها وذلك إثر اذاعتها في قناة العربية عطفا في حديثه مع الأخ الإعلامي السعودي الزميل تركي الدخيل في قناة العربية.. والحقيقة هناك أحاديث إعلامية تفجر مواقف لا معني لها وتكون صيدا في ماء عكر لمن لا يسعدهم علاقات عربية - عربية.. وبلا شك التصحيح السريع من قبل المسئول يقفل باب المزايدات الرخيصة وأبواق التزييف والضلال وقوي الشر التي تمولها للأسف أجهزة مخابراتية هي نفسها التي تساند العمليات الإرهابية ضد مصر ولاتزال منصات إعلامية تقدم دعمها للإرهاب والإرهابيين ضد مصر.
وتراجع اللواء عسيري في تصريحاته قفل بابا من الجدل الواسع الجميع في غني عنه في هذا الوقت خاصة ان قنوات الكذب وأبواق النفاق العربية تنظر مثل هذه التصريحات لتغذي أفكارها ضد مصر.
ان الجيش المصري صاحب أهم انتصارات عربية في الدفاع عن هذه الأمة منذ فجر التاريخ لا يعمل أبدا إلا لصالح شعوبها وليس لتمزيقها.. ومصر عبر تاريخها الطويل وجيشها الأقدم والأهم عربيا وشرق أوسطيا تحكمه أدبيات راسخة للحفاظ علي الدم العربي وأمتنا العربية. مصر تعمل دائما علي الحفاظ علي الأمن القومي العربي وأمنها من أمن هذه الأمة.