المساء
حسن حامد
.. واتقوا الله في سوريا
في مقالي الماضي دعوت أولي الأمر إلي أن يتقوا الله في مصر. ودعوت المصريين إلي نبذ الأفكار الطائفية لأنها تساعد الجماعات الإرهابية أمثال داعش في بث سمومها في الأوطان. وعلينا أن نساعد في بناء مستقبل الوطن بالوحدة. لأن الوطن اعتزاز.
وهذه المرة أدعو أولي الأمر في المجتمع العربي إلي أن يتقوا الله في سوريا. فقد طفح الكيل بالمرارة من جراء ما يحدث للشعب الأعزل. خاصة بعد الضربة الجوية الأمريكية التي أتت علي الأخضر واليابس. وفي الوقت الذي دعا فيه مندوب مصر في مجلس الأمن إلي تعاون المجتمع الدولي من أجل تحقيق وقف إطلاق النار في سوريا. جاء موقف روسيا واضحا وصريحا ومتشددا علي لسان مندوبها في مجلس الأمن حين قال إن الضربة الأمريكية في سوريا أرادت تشتيت الانتباه عما يحصل في الموصل من استهداف للمدنيين. وهذه الضربة انتهاك صارخ للقانون الدولي. وعلق مدفيديف إن الضربة الأمريكية علي سوريا وضعت واشنطن علي شفا الاشتباك مع روسيا.
كنا ننتظر أن يأتي هذا الموقف الصارم المحدد من أشقاء سوريا. من العرب. من شركاء الأرض واللغة والمصير. لكنهم نيام أو قل في سبات عميق داخل قبور لا يسكنها إلا المتخاذلون.
ولم يعد بوسع أحد إلا الدعاء علي المنابر في كل جمعة أن يحفظ الشعب السوري بعد أن لم يعد في المأمول أن ينظر أحد ممن يملكون التدخل بعين الرأفة والعطف علي ذلك الشعب الأعزل الذي يقتل ألف مرة كل يوم.
والله إنها عيبة وعلامة مشينة في جبين العرب أن يتركوا هذا الشعب العربي لمصيره البائس. ولا أبرئ أحدا. الكل مسئولون. وما يحدث الآن علي أرض سوريا ربما يكون من الوارد جدا أن يحدث علي أرض باقي البلدان العربية. ولن ينفعنا إلا التكاتف. ولن يضمن للمجتمع العربي مستقبله ويحميه من الزوال كالهنود الحمر إلا التكتل.
التكتل الآن أصبح لغة العالم ولغة المصالح. وقد دخل الجميع في تكتلات قوية. اقتصادية تارة وسياسية تارة أخري. إلا العرب. هم يتفرقون ويتشتتون ويبتعدون. بل إنهم يرون في التشتت والتشرذم ضمانا لبقائهم. تماما مثلما فعل السلاطين والأمراء في الدولة الأموية. حتي زالت عن بكرة أبيها. لكننا لا نستفيد من التاريخ ولا نلتفت إلي ما فيه من دروس وعبر.
أدعو الله أن يمن علي الشعب السوري بمن يحميه ويبقيه علي قيد الحياة وبمن يضمن له حياة لا ظلم ولا عدوان فيها. وأن يحمي قلب الأمة العربية النابض من كل مكروه وسوء. مصرنا الحبيبة. وأن يمن علي شعبها بالسلام والرغد والعيش الكريم. إنه رب كل شيء والقادر علي كل شيء اللهم آمين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف