مجدى الشيخ
مصر للطيران تحتفل بعيدها ومدينة المطار تنتظر حلولاً!
لم يكن إنشاء شركة طيران وطنية سهلاً بل واجهته الكثير من الصعوبات حيث وضع الإنجليز كثيراً من العقبات أمام مشروع إنشاء الشركة لأنهم لم يرحبوا بأن يشاركهم في الأجواء المصرية أحد غيرهم.. إلا أنهم لم يجدوا مفراً من الموافقة علي إنشاء الشركة بخبراء أجانب لتسيير أمورها.. وجاءت نشأة مصر للطيران في عهد الملك فؤاد الأول ملك مصر بعد إصداره المرسوم الملكي في 7 مايو عام 1932 بتأسيس شركة مساهمة تسمي "مصر للطيران".. ويذكر التاريخ أن صناعة الطيران في مصر نشأت بالجهود الذاتية لبعض الرواد من الشباب الذين أصروا علي اقتحام هذا العالم المثير.
الشهر القادم تحتفل مصر للطيران بمرور 85 عاماً علي إنشائها.. هذا العام له مذاق خاص حيث يأتي في الوقت الذي استعدت فيه مصر للطيران لزيادة أسطولها بعد الصفقة الأخيرة التي تضم 9 طائرات جديدة ليصل عدد أسطول الشركة بوصول آخر طائرات صفقة البوينج إلي 71 طائرة.. ويتوقف حجم الأسطول عند ذلك بل تأتي مراحل متعددة ضمن الاستراتيجية التي تم وضعها بعناية اعتباراً من العام القادم للوصول إلي 97 طائرة عام .2021
أيضاً فإن احتفالية العام الحالي تأتي والشركة الوطنية تصارع من أجل الحفاظ علي مكانتها في سوق النقل الجوي وتحافظ أيضاً علي تاريخها وريادتها لوجود الكثير من المطبات والعقبات وأيضاً الحواجز التي من المفترض تخطيها لمواصلة الطريق نحو التقدم إلي الأمام في ظل تحديات وصراعات تخوضها الشركة العالمية وكم من شركات طيران كبري أصابها الإفلاس وأغلقت أبوابها وانسحبت من السوق في هدوء.
لقد عانت مصر للطيران من أزمات كثيرة كانت كافية بإنهيارها لكنها تحملت وكانت الخبرة التي تميزت بها من غيرها هي طوق النجاة لها من كل المحن التي واجهتها ابتداء من الأحداث التي وقعت اعتباراً من 25 يناير 2011 مروراً بالعمليات الإرهابية التي تقع في البلاد وتؤثر علي الحركة الركابية وبخاصة السياحة وصولا بتحرير سعر الصرف.
كل هذه المتاعب تم مواجهتها من قبل المسئولين بالشركة الوطنية بحلول تخضع للخبرة والكفاءة.
العام الجديد للشركة الوطنية سيشهد مطاراً محورياً ثانوياً يضاف لمطار القاهرة الدولي وقد تم اختيار الإسكندرية لربطها بشبكة مصر للطيران داخليا وخارجياً.
من هنا تكون عروس البحر المتوسط بوابة رئيسية للوصول إلي أوروبا وأمريكا وافريقيا وشرق آسيا وهذه خطوة جادة نحو تعدد المطارات المحورية والتي من المؤكد أن تساعد في المرحلة القادمة علي زيادة حركة ركاب الترانزيت.
علي العموم نحن علي ثقة بأن الشركة الوطنية التي يقودها حالياً صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة قادرة برجالها العظام الذين لديهم خبرة في الطيران قلما تجدها في شركات طيران أخري أن يدفعوها إلي الأمام ويجعلوها في مقدمة الشركات مهما كانت الصعوبات.
النافذة الأخيرة
إيرادات المشروعات التجارية في المطارات أعلي من إيرادات الأنشطة الملاحية والسؤال الآن إلي متي ننتظر حلولاً لتعظيم الموارد؟ مطار القاهرة لديه 10 ملايين متر مربع مخصصة لمدينة المطار في حاجة لتحريك المياه الراكدة.. فهل من مغيث؟!