على فاروق
انتقاد "الطيب" لا يعني الهجوم علي الأزهر
تلقيت مكالمة هاتفية يوم السبت الماضي بعد نشر مقالي "متي عنوان من يتحرك شيخ الأزهر" وكانت من الأستاذ محمود أحمد من المكتب الإعلامي لمشيخة الأزهر الشريف أكد فيه أن ما ذكرته من نصوص منشورة في كتاب المقرر علي الصف الثالث الثانوي بالأزهر غير موجودة بالكتاب.. فطلبت منه ان يكون هناك رد رسمي من المشيخة علي المقال.. إلا أنه أبدي استعداده لأن يحضر لي نسخة هدية من الكتاب لأتأكد بنفسي من ذلك.. وبالفعل في اليوم التالي مباشرة حضر الأستاذ محمود إلي مكتبي واعطاني نسخة من الكتاب وتصفحته وتأكدت انه لا توجد به النصوص التي نشرتها وكانت تمثل دعوة لهدم الكنائس وعدم جواز اقامتها في مصر ولا أعرف هل تم حذف هذه النصوص أم ان الكتاب لم تكن به أصلاً مثل هذه النصوص.
وأرسل لي الصديق صلاح محمد علي رداً علي ما نشرته قال فيه "حضرتك تعلم تماماً انه لا قيمة لنا نحن المسلمين من غير علماء الأزهر لأن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "العلماء ورثة الأنبياء" فهؤلاء العلماء هم الذين ينقلون ويوصولون ويبسطون لنا علوم الدين والعقيدة.. فيجب احترامهم وحمايتهم كما حموا دين الله علي مدي أكثر من ألف عام من الزمان في مصر بلد الأزهر.. في سنوات مظلمة وقت الحملة الفرنسية واحتلالها لمصر.. ولم تستطع الحملة ان "تفرنس" مصر كما فعلت مع دول المغرب العربي بفضل الله وبفضل علماء الأزهر.. وحمي العلماء كذلك اللغة العربية والعقيدة الإسلامية خلال 70 سنة من الاحتلال الانجليزي عن طريق الكتاتيب في كل مدن وقري مصر من قبلي الي بحري من شرقها الي غربها.. هؤلاء العلماء الأجلاء الأفاضل يجب احترامهم وتقدير دورهم في المجتمع.
أضاف: عدونا اليوم خطير.. بل خطير جداً فبعدما فشل في اثارة الفتن الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.. فكر وعرف طريق آخر لهدم مصر.. عرف ان هدم مصر يأتي من هدم عقيدتها.. حصار رجال الدين والعقيدة وهز ثقة المسلمين في علمائهم والتقليل من شأنهم مستغلا شياطين ملاعين يجب ان ننتبه له.. ونحذر ان كانت تهمنا عقيدتنا ومصلحة بلدنا.. ننتبه ولا نسير مع الموجة.. بل نقف ونفكر ونعيد حساباتنا قبل ان نكتب أي كلمة أو سطر لأننا محاسبون أمام الله علي أمانة الكلمة.
حرصت علي أن أنشر الرأي الآخر والمعارض لما نشرته.. ولكنني مازلت علي قناعة بضرورة تغيير مناهج الأزهر واستبعاد كل الآراء المتشددة التي تسئ الي الدين الإسلامي.. والتي يسميها البعض تراثا إسلاميا.. ان لنا كتاباً واحداً منزلاً من السماء هو القرآن الكريم وعلينا استبعاد كل ما يتعارض مع آياته العظيمة.
اؤكد ان انتقاد فضيلة الإمام د. أحمد الطيب شيخ الأزهر لا يعني الهجوم علي الأزهر.. تماماً كما ان انتقاد رئيس الجمهورية لا يعني الهجوم علي مصر..!!