المساء
طارق مراد
اليوفنتوس بطل أوروبا القادم
بعيداً عن مهازل جبلاية السبوبة والبيزنس.. وإفسادها لبطولة الدوري العام لكرة القدم.. لتلاعب مسئوليها في جدول المسابقة تنفيذاً لتعليمات شركته الراعية "بيرزنتيشن" وإدارة شئون الكرة المصرية بكل مسابقاتها بما يحقق مصالحهم الشخصية مثلما شاهدنا في فضيحة مباراة الزمالك والمقاصة فكان الصدام مع نادي الزمالك في واحدة من أعنف أزماتها علي مدار تاريخها وهو ما دفع المارد الأبيض للجوء للفيفا والمحكمة الرياضية الدولية ــ بعيداً ــ عن تلك الفوضي التي تعيشها الكرة المصرية فإن الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في مختلف أنحاء المعمورة عاشوا لحظات من المتعة والجنون وهم يتابعون مباراتي دور الثمانية لبطولة أوروبا لدوري الأبطال بين ريال مدريد الأسباني والبايرن ميونخ الألماني واليوفينتوس بطل إيطاليا مع برشلونة الأسباني وانتهت بتأهل ريال مدريد للمربع الذهبي بقيادة ماكينة الأهداف كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم علي حساب العملاق الألماني 6/3 في مجموع المباراتين والبطل الايطالي اليوفينتوس بعد تفوقه علي برشلونة 3/صفر في مجموع المباراتين.. وقدم خلالهما النجوم الأفذاذ بالأندية الأربعة وجبة كروية دسمة مثيرة حافلة بكل فنون الساحرة المستديرة كونهم النجوم الأعظم والأغلي والأفضل في العالم أمثال رونالدو الساحر في الريال والمعجزة ميسي في برشلونة وديبالا المبدع في اليوفينتوس وأرين روبين الجناح الهولندي الطائر نجم البايرن فكل منهم قدم كل ما لديه من مهارات ومواهب من أجل اسعاد جماهيره وتحقيق طموحات ناديه.. ولكن كانت الكلمة الفاصلة لنتيجة مباراة الذهاب حيث لعبت دوراً كبيراً في حسم هذا الصراع الاسطوري بين عمالقة اللعبة في العالم حينما انتهت في ألمانيا بفوز الريال علي البايرن 2/..1 وتفوق اليوفينتوس بثلاثية نظيفة ساحقة علي العملاق الكتالوني برشلونة بمدينة تورينو.. وعقب هذه المباراة أكدت في مقال سابق في نفس المكان أن برشلونة ودع دوري الأبطال بعد هذا السقوط المدوي لفشل ثلاثي هجومه الأخطر في العالم بقيادة ميسي ونيمار وسواريز في خطف ولو هدف في ملعب اليوفي.. وأن معجزة العودة التي حققها من قبل أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بالفوز عليه 6/1 في ملعب الكامب نو بعد الخسارة من البطل الفرنسي باستاد حديقة الأمراء برباعية نظيفة لن تتكرر مع يوفينتوس العملاق وذلك انطلاقاً لعدة حقائق استندت إليها في مقدمتها أن اليوفي يمثل مدرسة الكرة الايطالية والتي تعتمد في طرق لعبها المختلفة علي العقيدة الدفاعية.. ويجيد لاعبوها منذ الصغر تنفيذ المنظومة الدفاعية ويعد دورسي الكاتشو الايطالي الأشهر في أساليبه الدفاعية مع الكورة العالمية علي تطويرها الي الشق الهجومي ومن هذا المنطلق فهي تختلف تماماً عن مفاهيم الكرة الفرنسية بالإضافة الي هذا أن اليوفي يحتكر درع بطولة الدوري الايطالي علي مدار السنوات الخمس الماضية وهو في طريقه للقب السادس توالياً هذا الموسم مع امتلاكه نخبة من النجوم الأفذاذ وعلي رأسهم حارس المرمي العظيم بوفون أحد أفضل الحراس في تاريخ اللعبة وأمامه خط دفاعي حديدي بقيادة الفدائي كلليني ولم يدخل مرماه سوي هدفين فقط علي مدار مشوار الفريق بالبطولة حتي صعوده للمربع الذهبي وتلك المنظومة الدفاعية الصلبة والمحكمة فشل ثلاثي برشلونة في اختراقها ذهاباً وفي الأمام يمتلك اليوفنتوس خط هجوم رائعا بقيادة الساحر الجديد ديبالا الأرجنتيني ومعه مواطنه القناص الخطير هيجويين.. وبالفعل لم يفلح هجوم برشلونة المدمر وسط جماهيره في هز شباك العملاق بوفون بعد أن أجاد مع حائط الصد الدفاعي الايطالي غلق المنطقة الخطرة لمرماهم بحسن التنظيم والتمركز والرقابة الصارمة وسرعة الانقضاض والضغط علي الكرة.. وأري أن هذا التفوق الكاسح ليوفنتوس علي برشلونة وهذا العرض القوي الذي قدمه لاعبوه والذي تميز بالتوازن بين عمليتي الدفاع والهجوم في مباراتي الذهاب والعودة يعكس مدي ما وصل إليه نجوم اليوفي من ارتقاء لقمة مستواهم ويؤكد مدي رغبتهم وقدرتهم علي التتويج باللقب الأوروبي الغالي وامتلاكهم لكل مقومات وأسلحة تحقيق حلم الفوز بالبطولة وبنظرة تحليلية للأداء العام لليوفي ونتائجه ولغة الأرقام واستقرار وثبات وقوة عروضه وتطور مستواه الفني والبدني فإنني أري أنه الأحق والأقرب ليكون بطل أوروبا القادم رغم الاعتراف بقوة وخبرة كتيبة الريال بقيادة الساحر رونالدو.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف