الأهرام
مرسى عطا الله
إرهاب الشانزليزيه.. اللهم لا شماتة!
يخطيء من يظن أن الخطر في الإرهاب الذي تتصدي له مصر بكل الشجاعة يتمثل فقط في قتل الأبرياء وتفجير الكنائس وهدم الأضرحة والمساجد ونسف الكباري وشبكات المياه والغاز والكهرباء وإتلاف قضبان السكك الحديدية وزرع القنابل والمتفجرات في المطارات والطائرات.

إن الإرهاب الذي تنفق عليه وترعاه دول وأنظمة فاجرة هو في حقيقته أشبه بسكاكين حادة هدفها إحداث الجروح العميقة والمميتة في الجغرافيا العربية لتيسير مهمة التقسيم والتفتيت التي يجري التنادي عليها منذ سنوات بعيدة باسم أهمية الحاجة لرسم خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط بعد أن استنفدت خريطة سايكس بيكو عمرها الافتراضي بعد مضي أكثر من 100 عام علي إقرارها وفرضها علي دول المنطقة.

أتحدث عن إرهاب لم يعد يضرب منطقتنا وحدها وإنما يتقاطع مع عمليات إرهابية أخري في كل مكان من العالم لخلق انطباع بأن العالم إزاء شكل جديد من أشكال الصراعات الحضارية وإن تبدلت إيقاعاته واختلفت ساحاته الجغرافية مع تغير اللاعبين والأدوار والوجوه والأقنعة.

لم يعد سرا أن دولا عربية وإقليمية وغربية تسهم بأشكال متعددة في انتشار الإرهاب وتوسيع رقعته وأن بعض هذه الدول ممن احتضنت الجماعات والتنظيمات الإرهابية تجاهلت نصائح مصرية مخلصة بأن هذه التنظيمات ليست لديها خطوط حمراء وإنها ستعض الأيادي التي امتدت لها بحسن أو سوء النية.. ولعل ما شهدته بلجيكا وألمانيا وفرنسا من جرائم إرهابية خير شاهد علي صحة الرؤية المصرية التي حذرتهم من ورطة النار التي سوف يقعون فيها ولكنهم للأسف الشديد أصموا آذانهم!

وعلي المجتمع الدولي سرعة استخلاص الدروس المستفادة من جرائم الإرهاب التي امتدت نيرانها إلي دول الملاذات الآمنة تحت رايات الديمقراطية وحقوق الإنسان لأن الإرهاب لا دين ولا وطن له كما رأينا في جريمة الشانزليزيه الأخيرة في باريس.. واللهم لا شماتة!

خير الكلام:

<< الإرهاب نار تأكل من يشعلها إذا لم تجد ما تأكله !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف