مصر بلد الازهر.. عبارة تشكل جزءا أساسيا من وجدان وقيم مصر والمصريين.. عبارة تشكل جزءا من موروث حضاري وديني يقدره ويعرفه العالم الاسلامي كله.. وكم احزنني تلك الهجمة الشرسة التي يشنها البعض ضد الازهر ورموزه وفي مقدمتهم فضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب.. والكارثة الحقيقية ان هناك من يربط بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وهذه الهجمة علي الازهر وهو ادعاء خاطئ لا يمثل الحقيقة من قريب او بعيد.. ان مطالبة الرئيس المتكررة بضرورة تجديد الخطاب الديني وتطوير أداء الازهر ليقف بالمرصاد لدعاوي العنف والتطرف لا تعني أبدا أي مساس بالازهر ورجاله بقدر ما يعني الدعم والمؤازرة والقناعة بامكانيات الازهر وقدرة شيوخه الاجلاء علي تصحيح المفاهيم الخاطئة التي ادت للربط بين الاسلام والتطرف وهو ما يجافي الحقيقة تماما.. جاء انشاء مجلس اعلي لمواجهة الارهاب والتطرف في اطار مواجهة شاملة يجب ان يشارك فيها كل المجتمع.
ان تجديد الفكر الديني ومواجهة التطرف تحتاج الي استراتيجية متكاملة تشمل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية. لكن للاسف الشديد فان بعض الزملاء الاعلاميين الاعزاء بدأوا حربا علي الازهر وهجوما لا يليق بشيخه وخيرة علماء الدين.. نعم نحن نطالب بدور أكبر للازهر في مواجهة الافكار المتطرفة تتكامل معه ادوار كثيرة اخري يجب ألا تغيب عن الساحة ومثال ذلك أين دور وزارة الثقافة واين دور وزارة الاوقاف. لا اعتقد ان الظروف الصعبة التي تجتازها مصر الان تحتاج او تتحمل اي نوع من المزايدات او محاولات زعزعة الاستمرار في مؤسسة الازهر التي تستطيع ان تتحول الي منارة للسلام والخير في العالم كله ولا أشك لحظة واحدة في ان الرئيس السيسي سيكون في طليعة الداعمين والمؤيدين لدور الازهر ومساعيه لحماية الاسلام من كل ما يلحق به من اكاذيب واضاليل.