الجمهورية
حسن رمضان
متي يعود الربيع للقلوب؟
سبحان الله ماذا حدث في عقول وقلوب بعض شباب هذا الزمن المضلل بهم ليفجروا أنفسهم بهدف قتل وإسالة دماء أبناء وطنهم؟!.
فالشباب في زمن الحب والمودة والإخاء والترابط كانوا ينتظرون بفارغ الصبر المناسبات والأعياد للاحتفال والبهجة والفرح فكنا يوم مولد النبي نذهب إلي المساجد ونصلي علي الهادي ونسمع عن سيرة سيدي رسول الله ما يسر القلوب ويصفي النفوس ونسعد بأيام ينال فيها أبناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين تبادل الزيارات والتهنئة والمعايدة في أعياد المسيحيين سبت النور كان يكحل عيون البنات وتتساقط دموعهن فرحا وسعادة وفي عيد الأم وفرحة كل أم بأولادها ووفائهم وهداياهم لا أحد يفرق بين الأم المسيحية والأم المسلمة والأبناء يحتفلون ويكرمون كل الأمهات الكل فرحان والذين فقدوا امهاتهم لا ينساهم جيرانهم ويمسحون دموعهم وأتذكر أماً مسيحية كانت تحرص علي دعوة أصدقاء أبنائها الذين فقدوا أمهاتهم وتحتضنهم وتعطف عليهم بلمسة حنان وتحبهم ويقدمون لها الهدايا وفي يوم شمس النسيم يذهب الأولاد إلي الحدائق يستمتعون وايديهم متشابكة أشقاء لا أحد يعرف من هو المسيحي ومن هو المسلم الكل فرحان بالزهور المتفتحة وأكل الملانة والبيض الملون والخس ولمة العيلة حول الاكلة الرئيسية "الفسيخ" ثم الانطلاق واللعب بالكورة في الحدائق والمعايدة بين المسلمين والمسيحيين وحفلات التليفزيون وسماع أغاني عبدالحليم حافظ العاطفية والوطنية وفريد الاطرش اللذين كانا يشدوان بأغنية الربيع.
ولكن الأحساس بعيد شم النسيم هذا العام اختلف فقد مر عليًّ وأنا حزين مكتئب غاضب وما كان يمكن أن اصف ما بداخلي والرغبة في أن يشمل عزائي لكل المصريين ولكل أهل الشهداء مسلمين ومسيحيين وكل أهل المصابين فالمصاب كبير ومشهد مواكب الشهداء وحرقة قلوب الأمهات علي الشهداء والضحايا أمر مؤلم ومحزن ومهما فعل الإرهاب فنحن جميعاً مصريون يجري في عروقنا نيل مصر ويعانق في آذاننا صوت الآذان مع دقات أجراس الكنائس لقد خلقنا وامتزجنا في وطن يجمع ولا يفرق ووطن عظيم اسمه مصر حيث يولد كل منا المسيحي حرا والمسلم حرا ويكبر كل منا وأيدينا متشابكة لا يفرقها سجود في مسجد أو صلاة في كنيسة كنا نعيش سويا أياما هادئة جميلة. فجأة أرادت الجماعات الإرهابية الموتورة بفكرها المتخلف أن يحرمونها فرحتنا بأعيادنا وأصبحت أعيادنا بعدائهم وغدرهم تفجيرات وقتلي ودماً وصراخاً وألماً وحزناً وفي جو الأحزان وفي شم النسيم تذكرت المرحوم محمد المندوه أبوشعير وإيهاب اليماني رحمهما الله ورحم الله التعامل الإنساني الذي كان يجمع الناس حولهما وتقصدهما إذا ازدحمت محلات الفسيخ الاخري بمدينة نبروه المشهورة بهذه الصناعة وفي جو الحزن أصبح شم النسيم هذا العام وما فيه من اكلات الفسيخ فضحايا الكنائس جعلت كل شيء ليس له طعم في هذه المناسبة هذا العام وربنا قادر علي أن ينتقم من كل من حولوا الاعياد والاحتفالات إلي عزاءات وأحزان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف