الجمهورية
طارق الأدور
حكام .. الأهلي والزمالك !!
كرة القدم وارتباطها بقرارات الحكام أصبحت أزمة كبري في العالم أجمع ولكنها أكثر حدة وضراوة عندنا لأننا دائما في مصر نلغي كل العناصر والعوامل التي يمر بها الفريق وتؤدي إلي هزيمته ونقصرها فقط علي التحكيم.
وأذكر لكم مثالا بما حدث في الموسمين الماضيين داخل أروقة الكرة المصرية من أحداث تم فيها فقط الارتكان إلي التحكيم دون النظر إلي الأسباب الحقيقية لتراجع الفريق الخاسر. والتطور والتقدم للفريق المنتصر.
وأقول هذا بمناسبة ما دار في كواليس الكرة المصرية بعد لقاء ريال مدريد وبايرن ميونيخ في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا والتي فاز بها الريال في مباراة حاشدة بالأخطاء والمشاكل التحكيمية.
نسي الجمهور كل ما حفلت به المباراة من أحداث ساخنة وتحولت إلي صراع بين الأهلاوية والزملكاوية علي تلك الأخطاء وكأنها مباراة بين الأهلي والزمالك.. وهو نفس الأمر الذي دار يوم استطاع برشلونة تعويض خسارة تاريخية صفر/4 بفوز ضخم علي باريس سان جيرمان 6/1 في دور الـ 16 لنفس البطولة.
ما لا أحبه في كرة القدم أن ينزوي الحديث عن الساحرة المستديرة بكل ما تقدمه من إثارة ومتعة وأداء جمالي رائع وتصوير تليفزيوني متقن وروح قتالية من الفرق الأوروبية للعودة للمباراة إلي حديث جانبي فقط عن التحكيم.
لذلك سأعود بضرب مثال بالموسمين الماضيين حول ما حدث في الكرة المصرية من حوار مثير حول التحكيم كان ومازال هو اللغة الوحيدة للحوار دون سواه.
في موسم 2014/2015 قدم الزمالك موسما تاريخيا واستغل تماما التراجع الملحوظ في أداء الأهلي فنيا واستطاع أن يجمع بين الدوري والكأس وحصل علي الدوري بفارق 8 نقاط واقتنص الكأس بفوز مباشر علي منافسه في النهائي بهدفين نظيفين في مباراة من جانب واحد.
انتشرت تصريحات الجماهير الأهلاوية حول دور التحكيم في فوز الزمالك باللقب وبخاصة حول حصوله علي 16 ضربة جزاء ونسيت تلك الجماهير الأسباب الحقيقية التي أدت إلي هزيمة الأهلي وخسارته للقبين والقصور الشديد في الأداء وتراجع مستوي الأداء الجماعي للفريق وقتها بقيادات فنية متعددة شملت الأسباني خوان جاريدو والبرتغالي جوزيه بيسيرو والهولندي مارتن يول بجانب المحليين فتحي مبروك وعبدالعزيز عبدالشافي.
وعندما سألت الجماهير الأهلاوية وقتها من هو الفريق الذي كان يستحق الدوري أجابوا جميعا الزمالك الذي عاد بفريق تاريخي وقدم كل فنون اللعبة دفاعا وهجوما.
في موسم 2015/2016 أعاد الأهلي تكوين فريق جديد واعتمد علي بعض الصاعدين أمثال رمضان صبحي والمحترفين مثل المهاجم الجابوني ماليك إيفونا بجانب صعود الخط البياني لعبدالله السعيد للقمة ليقتنص الأهلي الدوري بجدارة.. وفي المقابل إنهار الزمالك لأنه بقرارات من إدارته استغني عن العديد من النجوم الذين اكتسحوا الكرة المصرية في الموسم الأسبق وبدأت حالة الحرب الداخلية والتدخل في قرارات كل الأجهزة الفنية التي بلغت 17 تغييرا في خلال موسمين.
نست جماهير الزمالك كل ما حدث من انهيار الفريق بفعل فاعل وركزت فقط علي أن الأهلي حصل علي الدوري بالحكام مثلما حدث من جماهير الأهلي في الموسم الأسبق.
في هذا الموسم فوجئ الجهاز الفني بقيادة مؤمن سليمان أول مدربي هذا الموسم بأن قائمة الـ 30 لاعبا في بطولة دوري أبطال أفريقيا أصبحت تضم 13 لاعبا فقط وضاعت أسهل بطولة بقرارات ارتجالية للإدارة ثم انتقل الخراب إلي المستوي المحلي وجاء المدير الفني الخامس خلال الموسم وهو البرتغالي إيناسيو.
نسيت الجماهير كل هذا الخراب في الفريق وركزت فقط علي الحكام الذين تحولوا إلي الأسباب الحقيقية لضياع لقب الدوري وانهيار الفريق في الوقت الذي تؤكد فيه كل الآراء الفنية المتعلقة أن الانهيار جاء من داخل النادي وبأيدي مسئوليه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف