التحرير
مدنى صالح
دعاةٌ سائقو «تكاتك»!
لا يمكن أن نتخيل أن يأتى يوم من الأيام نرى فيه أكثر من 4 آلاف يعملون خطباء فى المساجد، تابعين لوزارة الأوقاف المصرية، وفى نفس الوقت يعملون أعمالا لا تليق بهم، كدعاة يقفون على المنابر فى خطبة الجمعة يدعون إلى الدين الحنيف ويواجهون الفكر الإرهابى. هؤلاء الدعاة يعملون سائقى تكاتك أو فى محلات الحلاقة أو السباكة أو الميكانيكا أو محلات إصلاح الأجهزة الكهربائية، وذلك لأنهم ببساطة يحصلون على مكافأة من وزارة الأوقاف لا تتعدى مئة وأربعين جنيها شهريا، وهى لا تكفى لسد احتياجات الحياة المعيشية الصعبة، ولأن وزارة الأوقاف ترفض تثبيتهم على درجات وظيفية وتكتفى بمنحهم مكافأة شهرية، والغريب أنهم يعملون منذ سنوات بهذه الجنيهات الضئيلة التى لا تسد جوع أبنائهم ولا تعليمهم ولا علاجهم. وأتعجب من موقف وزير الأوقاف الذى يرفض رفضا قاطعا تثبيت هؤلاء الدعاة على درجات وظيفية تحفظ كرامتهم حتى لا يلجأوا إلى العمل فى مهن لا تليق بالدراسات الأزهرية التى تعلموها فى جامعة الأزهر، وهم يؤدون مهام الدعوة بكفاءة عالية من خلال خطبة الجمعة التى ينتظرها المصلون كل أسبوع، ويدَّعى وزير الأوقاف أن الأربعة آلاف داع يرسبون فى المسابقات التى تجريها الوزارة، وفى المقابل يقوم الوزير وقيادات الوزارة بتعيين أصحاب الواسطة والمحسوبية. الطريف أن أحد هؤلاء الدعاة الذى يحصل على مكافأة الأوقاف يعمل فى مسجد قاعة المؤتمرات بشرم الشيخ التى يرتادها كبار القوم فى الوقت الذى يتجاهل فيه هذا الوزير كل ذلك، بل ويرفض مواجهة هؤلاء الدعاة فى اتصال هاتفى مع الإعلامى وائل الإبراشى فى برنامج "العاشرة مساء" مما يؤكد أنه وزير فاشل لا يستحق أن يحمل لواء الدعوة فى ظل وجود دعاة سائقى تكاتك!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف