المساء
عياد بركات
"بدوية" تستحق وساماً!
تأبي المرأة المصرية إلا أن تعلن عن أصالة معدنها من آن لآخر.. ومن يوم إلي يوم.
وقد ظهر معدنها الأصيل هذه المرة في جنوب سيناء.. قرية الإسباعية المجاورة لدير سانت كاترين.. إنها "البدوية" التي ساهمت في إلقاء القبض علي إرهابي دير سانت كاترين أبوفارس المغربي.
بدوية نقية السريرة لم تلوثها حضارة مغشوشة.. نقاؤها نقاء مصر.. وضميرها.. ضمير مصر ذلك الضمير الوطني الحر الأبي علي التلوث!
قرأت قصتها في عدد "المصري اليوم" أول أمس الجمعة.. حيث شاهدت السيدة شخصاً غريباً يتدلي هابطاً من أعلي الجبل ولما تقابلا وجهاً لوجه قال لها: هل من ماء أبل به ريقي؟! قالت له: أبشر.. ها هو الماء موجود أمامك في الجامع الذي بجوارك.. جامع الإسباعية.. ثم أخبرت زوجها الذي بدوره أبلغ رجال الأمن.. تم ذلك في دقائق فوجئ الإرهابي أن سيارة الشرطة في مواجهته.. رفض تسليم نفسه وهدد الشرطة بتفجير نفسه هاجمها بالفعل فصوب العقيد هشام عبده مفتش مباحث نويبع رصاصة في قدمه لشل حركته.. إلا أن الإرهابي عاود محاولة الهجوم علي سيارة الشرطة فأطلق رجال الأمن الرصاص عليه وأردوه قتيلاً!
هذه "البدوية" ليست بحاجة لأن تثبت وطنيتها.. أو تتحدث عنها أو تغني كما نغني نحن وطنيتنا.. مصريتنا.. حماها الله.. هي تفعل ولا تقول.. إنها بطلة بكل معني الكلمة!
هذه السيدة تستحق منا التكريم بوسام الكمال.. ومن حقها أيضاً أن تسلط عليها وسائل الإعلام الضوء وتستمع لها وتسألها عن أمانيها وأمنياتها المشروعة والممكنة!
تري لو تصرفت هذه السيدة كما يتصرف البعض منا أصحاب مقولة "وأنا مالي!!" وأنها سقته ماء باعتباره غريباً وعطشان.. وأبعدت عن رأسها وجع الدماغ هل كان ما حدث قد حدث؟!
عموماً لاشك أن سيدة سيناء كفرع من سيدات مصر الأم سيدات يتاقلن بالذهب لا فرق في ذلك بين سيدة من الجنوب وأخري من الشمال.. وسوف تثبت الأيام بطولاتهن.
وحين نقضي علي الإرهاب وجذوره وهو يوم أصبح قاب قوسين أو أدني فسوف ينجلي مسرح العمليات دور كبير قامت به المرأة السيناوية لا نعرف عنه الآن إلا أقل القليل!
وإن نسينا فلن ننسي استشهاد السيدة مها إبراهيم سالم سلامة أبوقريع 32 عاماً والتي استشهدت في مثل هذه الأيام منذ عامين حين نحرها إرهابيو بيت المقدس ذلك أنهم اكتشفوا أنها تحمل الطعام علي رأسها لمعسكرات الجيش في رفح فحذرها إرهابي أن تكرر فعلتها.. ولما ضربت بكلامهم عرض الحائط اختطفوا ابنها الأكبر وعذبوه وألقوه في مقابر مدينة رفح.. لكنها لم تتراجع.. إلي أن اختطفوها وهي ترضع طفلها الصغير.. ودفعت حياتها رخيصة ثمناً لحبها لوطنها مصر!
طبعاً ليس كل السيدات مها أبوقريع.. ذلك لأن التكفيريين استطاعوا النفاذ لجزء بتلقينيهن أسس التكفير حيث الأرضية الصالحة المتمثلة في الجهل.. الفقر.. الأمية.
إن سيداتنا في سيناء ـ ككل سيدات مصر ـ يضربن يومياً المثل تلو المثل علي حبهن لمصر وعلي وطنيتهن الأصيلة غير المكتسبة ولا المزيفة.. رغم قسوة الحياة والظروف الصعبة التي تمر بها سيناء والتي لا نشك لحظة أنها في طريقها للزوال والانقشاع.. وإن غداً لناظره قريب.. قريب جداً!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف