المساء
نادية سعد
رائحة الفساد.. في الأرز الهندي!!
عمليات استيراد الأرزالهندي لبيعه علي البطاقات التموينية تمثل عنوانا كبيرا للفساد يستحق بالفعل التحقيق والمحاسبة كما طالب بذلك الدكتور عبدالعظيم طنطاوي نائب رئيس لجنة الأرز الدولية في تصريحات نشرتها جريدة الوطن.. فالحقائق تقول انه تم استيراد 110 آلاف طن من خلال عدد من رجال الأعمال لصالح هيئة السلع التموينية رغم ان هيئة السلع من المفروض أن تقوم هي بالاستيراد مباشرة دون وسيط هذا اذا كانت هناك حاجة للاستيراد بالفعل.. فالحقائق تقول أيضا اننا ننتج كميات من الأرز تكفي الاحتياج المحلي بما فيه الحصص التموينية بل ويفيض فيتم التصدير ويكون هناك تهافت علي استيراد الأرز المصري لأنه مميز!!
الحقائق تقول أيضا ان الأرز الهندي الذي تم استيراده غير جيد ولا يتقبله المستهلك المصري الذي يفضل الأرز المحلي وكانت النتيجة تراكم الأرز الهندي في المخازن ولدي بقالي التموين لمدد طويلة مما عرضه للفساد. ثم في مرحلة لاحقة ونتيجة لذلك رفض معظم بقالي التموين استلام الحصص المقررة لهم ولم تستطع وزارة التموين اجبارهم علي استلامه.. حتي عندما حاولت الوزارة التحايل علي ذلك بوضع السلع التموينية في شنطة واحدة بما فيها الأرز رفض المستهلكون وتراجعت الوزارة وتركت لهم حرية الحصول علي الأرز أو استبداله بسلع أخري!!
الحقائق تقول أيضا ان الوزارة خفضت سعر الكيلو جنيها لاغراء المواطنين علي شرائه دون فائدة فكانت النتيجة ان وزارة التموين عرضت الأرز علي تجار التجزئة بأقل جنيه ليقوموا ببيعه للمواطنين بسعر يقل عما يتم بيعه به علي البطاقات التموينية في محاولة للتخلص من المخزون الراكد لديها.. وفي اعتقادي انه لن يجد أيضا اقبالا لدي تجار التجزئة في حالة قبولهم له من وزارة التموين التي يعكس أداؤها انها تعيش أزمة بسبب الأرز الهندي ولا تستطيع تصريف كميات هائلة منه لديها تبلغ عشرات الآلاف من الأطنان!!
استكمالا للحقائق نجد ان خبراء الأرز قد حذروا وزارة التموين من استيراد الأرز الهندي لسوء جودته من ناحية ولأنه لا يتفق مع الذوق المصري في الطعام والطهي بل انهم اعتبروا ان الاصرار علي استيراده يمثل اهدارا للمال العام.. ومع ذلك تم الاستيراد وبكميات كبيرة وتم في البداية بيعه بسعر سبعة جنيهات ونصف الجنيه للكيلو!! فهل تتم تحقيقات تحدد المسئولين عن هذا الفساد والذين سمحوا به؟.. أم نظل نعاير المواطنين بأن ما يحصلون عليه من سلع مدعومة يكلف ميزانية الدولة مليارات الجنيهات في حين ان جزءا من هذه المليارات يذهب بعيدا عن مستحقي الدعم الي جيوب الفاسدين بدليل ما تسرب من أموال الدعم الي خزائن رجال الأعمال الذين استوردوا 110 آلاف طن من أرز هندي سييء قد لا تقبله الطيور طعاما لها!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف