سميرة الديب
أناشد محافظ القليوبية.. إنقاذ موظفي التموين!!
لم أكن أتخيل ان يصل الحال بموظفي الدولة ان يعملوا في أماكن غير مؤهلة للعمل الخدمي والجماهيري بهذا الشكل.. في مكان غير آدمي ليس به أي مظاهر لخدمة العمل العام مثلما شاهدت في مكتب تموين شبرا الخيمة غرب.. حيث اضطرتني الظروف لأن أذهب اليه لكي أفصل اسم والدتي المتوفاة منذ شهرين من البطاقة التموينية في الأسبوع الماضي وقد أصابني الذهول والاحباط من هول المنظر الذي شاهدته بهذا المكتب الموجود أسفل كوبري عرابي.
* المكان عبارة عن ثلاثة مكاتب فقط تضم عددا قليلا من الموظفين الذين ترتسم علي وجوههم حالة البؤس والقهر وقمة المعاناة التي يشعرون بها بسبب وجودهم في مثل هذا المكان غير الآدمي والذي يحوي الحشرات والفئران والزواحف المختلفة التي ترتع في المكاتب وتسعي بين أقدامهم مما يجعلهم يعيشون أوقاتا صعبة حتي انتهاء ساعات العمل كل يوم.. أما سلالم هذا المكتب فهي متهالكة تماما كما انه يوجد به طرقة لا يزيد عرضها علي متر واحد وطولها نحو "ثلاثين مترا" بطول المكتب كله فهي مظلمة في عز الظهر لأنه لا يوجد بها لمبة واحدة.
* ان هذا المكتب يخدم حوالي مليون مواطن تابعين لأكثر من ثماني مناطق بحي غرب شبرا الخيمة يتردد عليه المئات يوميا ومع ذلك عندما تدخله لا يمكن أن تصدق أنه تابع للحكومة لأنه عبارة عن مقلب قمامة ومستودع لخردة الحي.. أما مكاتب الموظفين والله عندما تراها قلبك يوجعك من كثرة القاذورات والكراسي المكسرة والمتهالكة والملقاة في كل مكان والأرضيات المتآكلة والمشبعة بالطين.. بالاضافة الي الدفاتر الخاصة بعمل المكتب فهي ملقاة علي الأرض لأنه لا يوجد به أرفف ولا أدراج توضع بها ومع ذلك تجد الموظفين بهذا المكتب يقدمون أفضل خدمة للجماهير بكل صدر رحب رغم انهم يعملون في مكان سييء للغاية.
* أما حجرة الكمبيوتر فهي مهملة تماما حيث انه لم يطرأ عليها أي جديد منذ أن تم انشاؤها مع ان العبء الأكبر يقع عليها في التعامل مع الجماهير.. ومع ذلك تفتقر للتطوير.. وهذا يؤدي لتوقف سستم العمل من وقت لآخر مما يعرقل حركة العمل ويعطل المواطنين عن تحديث البيانات المطلوبة مما يجعلهم يترددون علي المكتب لأكثر من مرة لإنهاء مصالحهم وهذا يزيد من معاناتهم.. خاصة ان هذا المكتب يخدم مناطق بعيدة عنه مثل أرض أم بيومي والشرقاوية ومنطقة الاسكان الصناعي وأرض نوبار ومنشية عبدالمنعم رياض وبيجام والمنشية الجديدة.
* أما معاناة المواطنين فحدث ولا حرج فهي لا تختلف عن معاناة الموظفين مع هذا المكان غير الآدمي فهي معاناة شبه يومية حيث تجد السيدات والعجائز وكبار السن يجلسون دائما في الشارع أمام الباب في عز البرد وعز الحر وهم في حالة من الضيق والتذمر لعدم استطاعتهم صعود السلم الا بصعوبة لتهالكه وخوفا من السقوط من فوقه كما انه لا يوجد أي أماكن للاستراحة ليجلسوا عليها أمام شبابيك الموظفين حتي يتم الانتهاء من قضاء مصالحهم.. أما الأدهي من ذلك والأمر فهو الظلام الدامس بطرقات هذا المكتب بأكمله مما يعرض المواطنين للسرقة والتحرش لضيق المكان وعدم الانارة.
* لذلك أناشد سيادة اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية الانسان ان يرأف بهؤلاء الموظفين وبأهالي هذه المناطق بنقل هذا المكتب لمكان أفضل يناسب آدميتهم أو أن يتم تطويره لأنه لو شاهد الوضع علي الطبيعة لن يصدق ما سوف يراه بعينيه.. كما أناشد رئيس حي غرب ووكيل وزارة التموين بشبرا الخيمة أن يتكاتفوا من أجل الاسراع بتطويره وذلك لانقاذ الموظفين والأهالي معا من هذا القبر المسمي بمكتب.