المساء
محمد غزلان
الانتخابات الفرنسية
من الثامنة صباح هذا اليوم وحتي السابعة مساء تفتح اللجان الانتخابية في فرنسا أبوابها لانتخاب رئيس جديد. ولأول مرة في تاريخ فرنسا يصبح للانتخابات الرئاسية طعم جديد واستعدادات أمنية لم يسبق لها مثيل. فمنذ أيام قليلة وفي شارع الشانيزلزيه أشهر شوارع باريس وأكثرها أمناً يلقي رجل شرطة حتفه علي يد إرهابي جديد وكأن فرنسا أصبحت مفرخة للارهابيين. انتخابات جعلت كل المرشحين وليس مرشحه اليميني المتطرف ماري لوبن يعلون الصوت ويطالبون بضرورة طرد المهاجرين علي أرض فرنسا. هؤلاء المهاجرون معظمهم إن لم يكن كلهم من شمال أفريقيا من تونس والجزائر والمغرب سيجدون أنفسهم بعد هدوء غبار الانتخابات في مهب الريح وأيا كان الفائز في الانتخابات سواء من اليمين أو الوسط أو حتي اليسار. سيجد نفسه مرغماً علي تنفيذ وعوده التي قطعها علي نفسه بإعادة النظر في قوانين الهجرة والعمل علي ترحيل مئات آلاف من العرب إلي بلدانهم استجابة لرغبة الفرنسيين الأصلاء الذين لا يروا من المهاجرين خاصة في الوظائف الدنيا إلا إرهابيين أو مشروع ارهابيين يتحينون الفرصة لضرب ضربتهم أو قتل أبرياء سواء بالرصاص أو الدهس.
وفي وسط هذا كله لم يسمع صوت لعرب أو مسلمين في فرنسا رغم اعدادهم الهائلة وأغلبهم مسجل في قوائم الناخبين. سبعة وأربعين مليون ناخب يحق لهم اليوم الإدلاء بأصواتهم. لا يقل عدد العرب والمسلمين فيهم عن أربعة ملايين رغم حظر القوانين الفرنسية إجراء تعداد علي أساس الدين أو الجنس.
هؤلاء كتلة انتخابية صامتة. بل هناك بعض المدن الفرنسية يقال ان عدد العرب والمسلمين فيها لا يقل عن ثلاثمائة ألف مثل مدينة مارسيليا علي سبيل المثال. هؤلاء وغيرهم في المدن الفرنسية الأخري كان من المفروض ان يعمل لهم ألف حساب. إلا أنهم للأسف مثل غثاء السيل ينتظرون ما يسفر عنه الانتخابات ليصبحوا في مرمي نيران الذين يطالبون بابعادهم من علي الأراضي الفرنسية.
وضع العرب والمسلمين للأسف مزر في كل مكان. في بلدانهم وفي بلاد الغربة والحقيقة أن هؤلاء العرب والمسلمين في فرنسا لا يمثلون فقط وجه الارهاب الخسيس ولكن وجودهم في فرنسا متشرذمين ومختلفين يعكس واقعهم المرير في بلدانهم العربية. هناك في فرنسا جمعيات ومنظمات للجاليات العربية والإسلامية. إلا أنهم في تناحر فيما بينهم ويجري استقطابهم لصالح قوي سياسية معينة هناك وقد تكون هذه القوي ضد مصالحهم الذاتية وهم لا يدرون. سويعات قليلة وتعلن نتائج الانتخابات الفرنسية ويفوز من يفوز ويبقي العرب والمسلمون علي وضعهم المزري. يحاولون نفي تهم الارهاب عن بلدانهم ودينهم وينظر إليهم الفرنسيون علي أنهم الخطر الداهم ضد الحرية والديمقراطية ونأمل مع من يأمل من العرب والمسلمين هناك أن تأتي نتائج الانتخابات بأقل الخسائر علي العرب والمسلمين المتواجدين في فرنسا!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف