فى مصر نماذج مبهرة تعكس المعنى الحقيقى للعطاء والانتماء تتمثل فى مؤسسات خيرية طبية وتعليمية واجتماعية جسدت على مر التاريخ الصور المضيئة لفعل الخير والعمل التطوعى بعيدا عن أى حسابات، وحافظت على رسالتها وتقديم الخدمات بدون مقابل بأفضل الصور الممكنة.
فى الأسبوع الماضى تعرفت عن قرب على تجربة شباب قرية سنهوت التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية،فى مناسبة الاحتفال بمرور 11 عاما على إنشاء الجمعية المصرية للتنمية البشرية والأعمال الخيرية التى تهتم بتنمية قدرات شباب القرية وتضم مجموعة من الشباب من أبناء القرية الذين يؤمنون برسالة خدمة المجتمع ورد الجميل وحضرها المستشار عصمت عدلى نائب رئيس محكمة النقض والدكتور علاء مقلد وكيل وزارة الصحة بالشرقية ومحمد فرج رئيس الاتحاد العام للفلاحين المصريين والكابتن أحمد الغندور الحكم الدولى.
كما تعرفت على قصة أبناء قرية سنهوت فى تحويل المركز الصحى إلى مستشفى به أحدث وأرقى الأجهزة الطبية ومعمل على أعلى مستوى وغرفة عمليات جراحية متقدمة وقسم للغسيل الكلوي بأحدث الأجهزة وحضانات أطفال وقسم للعلاج الطبيعي وعيادات للباطنة والعظام والأسنان والقلب والجلدية.
حيث قدم أهالي القرية مثالا فى الإيجابية فى حدود الإمكانات المتاحة وهناك استمعت إلى صوت الدكتور حازم ياسين مدير المستشفى وهو يحث أهل الخير على مواصلة التبرع للمستشفى حتى يتم تجهيز الطابق المخصص لإقامة المرضى بعد العمليات، وهى دعوة لكل الأيادى البيضاء والقلوب الرحيمة، فمثل هذه الأعمال ترفع العبء عن الدولة وتضع دور المجتمع المدنى فى المكان الذى يخفف من وطأة الحياة وصعوبتها.
وكان لافتا عتاب البعض فى سنهوت على عدم اهتمام الإعلام بما يجرى على الأرض فى القرية وبمعنى أدق عدم تقديم الإعلام المساندة الواجبة لمثل هذه المشروعات وفى ظل وجود مؤسسات إعلامية بارزة يملكها رجال من أبناء سنهوت.
سنهوت نموذج لقرى من بين 7 آلاف قرية مصرية تحتاج للمتابعة والاهتمام وعطاء أبناء القرية وأن تتنافس الجمعيات والمؤسسات الخيرية فيما بينها من أجل الوطن ومصر.