الأخبار
صبرى غنيم
جلال دويدار.. آخر العنقود في جيل العمالقة
- أن أكتب عن زميل عمري فهذا شرف لي.. وكون أن أشاركه تكريمه بلقب »شخصية هذا العام»‬ فأنا أري أن جلال دويدار هو شخصية كل عام وليس هذا العام.. لأنه قيمة كبيرة ككاتب وكصحفي.. صنع جيلا تبوأ معظمه المواقع القيادية في الصحافة المصرية، منهم من صاروا رؤساء تحرير.. ومنهم من أصبحوا كتابا لأعمدة صحفية يومية.. ومن يتابع المشهد يري ابنه البار ياسر رزق رئيس مؤسسة أخبار الْيَوْمَ ورئيس تحرير الأخبار وصاحب مهرجان التكريم وهو يطبع علي يده قبلة الوفاء والعرفان من ابن لأستاذه.. »‬ياسر» تخرج في مدرسة دويدار تعلم فيها المهنة فكان من المحررين العسكريين الأوائل وقد دفع به »‬دويدار» في مواقع كثيرة صنعت منه هذا الصحفي الذي شاءت إرادة الله أن يصبح رئيس بيتنا الكبير ورئيس تحرير الصحيفة التي عمل بها.. لم يكن »‬ياسر» وحده بل عندنا أيضاً السيد النجار محرر الأخبار في وزارة الثقافة.. تربي هو الآخر علي يد »‬دويدار» محررا صغيرا إلي أن أصبح الآن رئيس تحرير صحيفة أخبار الْيَوْمَ وقد سبقه إلي هذا الموقع الصحفي الموهوب ممتاز القط الذي كان طاقة نور لأبناء المهنة ففي عهده أصبح لكل صحفي في أخبار الْيَوْمَ عمود بصورته يتناول فيه بالرأي قضية.. وكانت أمنية »‬ممتاز» أن يفسح الطريق أمام ظهور كتاب جدد للأعمدة الصحفية وقد نقلت عنه صحيفة »‬الأخبار» هذه المبادرة فخصصت صفحتين للرأي بأقلام أبنائها.. والشهادة لله عهد »‬ممتاز القط» لن يتكرر لا في الفرص للصحفيين ولا في التوزيع الذي اقترب علي أيامه من المليون.. لذلك تجد ممتاز القط مدينا طوال حياته لأستاذه جلال دويدار الذي تبناه منذ أن عمل مندوبا للأخبار في مجلس الوزراء فصنع منه ذلك الشخص الذي وقع عليه الاختيار ليرأس تحرير أخبار الْيَوْمَ خلفا لعملاق الصحافة إبراهيم سعدة..
- ومن أبناء دويدار الذين لمعت أسماؤهم علي كرسي رئيس التحرير »‬محمد الهواري ومحمد البنّا ومحمد بركات ومحمد الشماع ومحمد عبد الحافظ ورفعت رشاد وعلاء عبد الوهاب وعلاء عبد الهادي وسليمان قناوي».. ما أجمل أيامك يا جلال.. فقد كنت بحق الامتداد المشرف للعملاقين مصطفي وعلي أمين يوم أن كانت مدرستك هي آخر مدرسة صحفية في جيل العمالقة..
والشهادة لله أن »‬جوائز مصطفي وعلي أمين» ولدت في أحضانه، لذلك كان سنداً لابنتنا الصحفية الشابة الجميلة »‬صفية مصطفي أمين» التي تولت مسئولية المسابقة بعد ابيها وكان »‬دويدار» يشارك في تكريم المكرمين.. وتدور الأيام ليصبح علي رأس المكرمين فيتم تكريمه بلقب »‬شخصية العام الصحفية» وهو أعلي تكريم..
- لقد كانت بداية رحلته في بلاط صاحبة الجلالة محررا لشئون المطار.. وكان يتقاضي خمسة جنيهات هي مكافأته الشهرية، ومع ذلك كان يتمتع بقناعة واعتزاز بالنفس.. شكله كان يعطيك انطباعا بأنه من الميسورين وقد يكون في جيبه جنيه واحد ومع ذلك تراه كريما سخيا، لم يرد يوما من كان يقصده من الزملاء في سلفة جنيه أو اثنين جنيه.. لذلك كانوا يلاحقونه بمجرد أن تصله النفحة الشهرية التي كان يرسلها له والده المرحوم الحاج علي دويدار »‬طيب الله ثراه»..
.. لقد كان مطار القاهرة هو بيته يعرف منه جميع الأسرار، كان يلتقي بوزراء ومندوبي دول يأتون في زيارات ومهام سرية إلي القاهرة فكان الوحيد الذي يكشف عنهم الستار.. وفجأة يلمع اسمه علي الساحة ويشق طريقه ويصعد إلي رئاسة تحرير الأخبار ويصبح عضوا بارزا في المجلس الأعلي للصحافة ثم أصبح يشغل منصب الأمين العام..
- بعد أن ترك كل مواقعه لايزال يساند الصحفيين الشبان ويطالبهم أن يتجنبوا مغريات أصحاب المال والأعمال.. فالتاريخ يشهد لهذا الرجل بأن قلمه لم يسقط من بين أصابعه لأنه مملوك لإرادته وليس لإرادة الآخرين.. هذا هو جلال دويدار شخصية العام وكل عام..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف