الأخبار
جلال دويدار
قمة السيسي وسلمان أجهضت جفوة التآمر
الزيارة الرسمية الأخوية التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للرياض استجابة لدعوة أخيه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليست سوي تأكيد للعلاقة التاريخية المصيرية بين البلدين الشقيقين مصر والسعودية. وكما ذكرت في مقال سابق منذ عدة اسابيع في هذا المكان وصفت بأن ما شاب هذه العلاقة من جفوة طارئة.. لم تكن سوي سحابة صيف سرعان ما تنقشع. توصلت الي هذا التوقع تأسيسا علي ما يربط البلدين من أواصر ومصالح مشتركة ضاربة في أعماق التاريخ.
فشل الرهان علي محاولات إثارة الفتن من أعداء البلدين المتآمرين علي صالحيهما وعلي الصالح القومي العربي.. كان متوقعا توصل القيادتين في البلدين الي توافق يتجسد في حرصهما علي معالجة الاختلاف في الرأي والرؤي بالحكمة والفهم والتفاهم. انتصر الايمان بحتمية التعاون لخدمة مصلحة البلدين والشعبين وتعظيم استراتيجية العمل المشترك للحفاظ علي الأمن القومي العربي.
يأتي هذا التحرك إدراكا وتقديرا للدور المنوط لكل منهما. تحقيق هذا الهدف هو السبيل لمواجهة الأخطار والمؤامرات التي تجد في الخلافات والفرقة العربية البيئة المناسبة للنمو والتعاظم.
هذا التلاقي بين القيادتين الشقيقتين في مصر والسعودية يأتي تجسيدا للمصير المشترك ومن منطلق ما يتحملانه من مسئولية في الدفاع عن مقدرات الأمة العربية والتصدي للتهديدات غير المسئولة من جانب بعض القوي الاقليمية التي تعمل ضد أمن واستقرار كل دول المنطقة. ان الرئيس عبدالفتاح السيسي وفي هذا الاطار لم يتجاوز الحقيقة عندما اعلن مرارا وتكرارا ارتباط الامن القومي لمصر وبحكم الانتماء.. بالأمن القومي العربي بشكل عام وبأمن منطقة الخليج بشكل خاص.. ان أحدا لا يمكن ان ينكر ثقل مصر وامكاناتها التي تفرض عليها هذه المسئولية التي سبق ان تحملتها والتزمت بواجباتها علي مدي التاريخ القديم والحديث. علي هذا الاساس فان رسوخ وتعاظم العلاقة بين مصر والسعودية يعد محورا اساسيا في عملية التصدي والمواجهة لتحجيم ووأد كل التطلعات القائمة علي الأطماع التآمرية.
لا يجب بأي حال من الاحوال وسعيا للحفاظ علي المصالح والاهداف العليا للبلدين وللامة العربية.. الالتفات لمحاولات »اللغوصة»‬ والتحركات المريبة من بعض الاطراف والعناصر التي تستهدف بما تردده وتروج له الوقيعة لخدمة مصالحها ومصالح من وراءها مما لا يبغون أي خير لا لمصر أو السعودية أو الأمة العربية. من الضروري والمهم عدم اعطاء أي اهمية لما يقومون به وهم الذين باعوا هويتهم وكل القيم للشيطان.. ان الاهمال لهذه الانشطة وهذا التآمر الفاضح هو الوسيلة المثلي لرد سهام أحقادهم وغدرهم الي نحورهم.
لا جدال أن كلا من مصر والسعودية يكملان بعضهما البعض وهو امر تسانده العلاقات والروابط الازلية والمسئولية المشتركة التي آمن بها وقدرها المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز بن سعود رائد ومؤسس الأسرة السعودية. هذه النظرة الثاقبة عبر عنها في وصيته الي ابنائه الذي كان احد شهودها ابنه سلمان ملك السعودية الحالي. انها تمثلت في المطالبة بالحرص علي ان تكون لهم أقوي العلاقات بالدولة المصرية وأن يهتموا بمواصلة العمل المشترك لصالح البلدين والشعبين الشقيقين وكل ابناء الأمة العربية. هذا التوجه من جانب مؤسس السعودية لابد أن يحتم غرس ما تضمنه من مبادئ وقيم وقيمة في وجدان الأجيال الجديدة في كل من البلدين الشقيقين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف