ماذا لو كنا قد طبقنا لائحة طه حسين عام 1950 عندما كان وزيراً للتعليم؟؟.. هل كان ممكناً أن نجد أمياً واحداً أو أمية في طول البلاد وعرضها بعد 67 عاماً من التعليم الإلزامي الإجباري؟؟.. اللائحة تقول كل من بلغ خمس سنوات من عمره ولم يدخل مدرسة إلزامية مجاناً مع الإخطار سيتم مساءلة والده أو ولي أمره فإذا لم يكن الطفل قد التحق بمدرسة خاصة أو أجنبية ستتم مساءلة والده جنائياً بالحبس أو إلزامه حسب حالة الأسرة.. لماذا نحن نعادي كل من سبقنا حتي لو كان في حجم طه حسين.. حتي حكاية الماء والهواء حتي التوجيهية "الثانوية العامة" الآن تقرر مدها حتي الجامعة فضاعت سمعة الجامعات المصرية التي كانت أقرب ملجأ للشباب في كل الدول التي حولنا للالتحاق بها.
كانت سياسة "الماء والهواء" المجانية المطلقة حتي الكتب والكراريس.. كانت مقتصرة علي مرحلتي الإلزامي والابتدائي.. المجانية "الماء والهواء" يمتد لسنوات الثانوي الخمس بشرط النجاح في الشهادة الابتدائية بمجموع كذا.. والباقي بالمصاريف.. الجامعة قمة التعليم لا يدخلها أصلاً إلا من حصل علي مجموع كذا والباقي عنده المعاهد والتعليم الفني والتعليم المتوسط.. وهناك ايضا "ماء وهواء" ومجانية في الجامعة لمن يحصل علي شهادة التوجيهية "الثانوية العامة" علي 90% فما فوق!!
ماذا لو طبقنا هذا النظام منذ 67 عاماً!!.. هل كان التعليم سيتدمر كما يحدث الآن.. ومنذ سنوات؟؟.. جربنا كل وزراء التعليم السابقين واللاحقين.. وعشرات اللجان.. ومئات المقترحات والتقهقر مستمر!!.. لماذا؟؟.. قولوا لي.. لماذا؟؟
ہہہ
وبمناسبة التعليم..
هناك حكاية غريبة لفتت نظري..
بناتنا اللاتي شرفونا ورفعوا رأسنا واحرزن ميدليات الأولمبياد.. تم حرمانهن من الامتحانات.. وأخذن وعداً بعد عودتهن بعمل لجنة استثنائية لامتحانهن.. ولم ينفذ أحد الوعد حتي الآن رغم مرور كل هذا الوقت.. فقررن هذا الأسبوع أن مستقبلهم في التعليم أهم من الرياضة وكل بطولات العالم.. وقررن الاعتزال!!! هل جزاء البطلات الصغار حرمانهن من هوايتهن.. وجزاء مصر وسمعة مصر الرياضية فقده بطلات أمامهن مستقبل كبير.
ہہہ
الكارثة الكبري.. أن وزراء التعليم في السنوات الأخيرة لم يقرأ أحدهم تاريخ مصر!!!
في أولمبياد باريس 1924 كان موعد امتحان التوجيهية "الثانوية العامة" في نفس موعد الأولمبياد وقرر والد مختار التيتش كابتن فريق الكرة الاعتذار عن السفر لأن مستقبل الولد "17 سنة" أهم من مائة أولمبياد وأهم من بطولة كرة القدم.. وكانت مشكلة.. تدخل سعد زغلول رئيس الوزراء بنفسه في الموضوع.. وقرر إرسال بعثة تعليمية من رجال الوزارة وعقد لجنة امتحان في سفارة مصر لامتحان مختار التيتش.. وفزنا بالمركز الرابع ظلماً بعد كسر ظهير مصر ولعبنا بعشرة لاعبين.. وأرسل سعد زغلول برقية يهنئ الفريق بالمركز الرابع.
ہہہ
آخر بطل اسكواش من الرجال أحمد برادة كان يخشي من امتحان الثانوية العامة منذ سنوات قليلة.. ووسّط طوب الأرض للدكتور عبدالمنعم عمارة لكي يكرر حكاية مختار التيتش رغم أنها بطولة محلية في قارة استراليا فقط تقام في نفس موعد الامتحان.. وأخيراً استجاب الدكتور عمارة لامتحان برادة فقط ثم بالواسطة ايضا سافر معه قيل سبعة لاعبين ولاعبات!! وهذه قصة أخري كتبناها هنا في نفس الصفحة ووصلت إلي القضاء!! حكاية طويلة!!