المصريون
أيمن كامل
الطريق إلى داعش هل يمر بالازهر؟
داعش وهو اختصار ( الدولة الاسلامية في العراق والشام ) وعلى الرغم أنها مؤسسة في العراق والشام كما هو واضح من اسمها وعمرها أقل من عشرين عاماً في حين أن الازهر مؤسسة مصرية عمره يزيد عن الالف عام وكان المفروض أنه من البديهيات أنه لاتوجد أي علاقة بين مؤسسة حكومية لها ميزانية من الدولة المصرية وبين منظمة ارهابية غير معلوم مصادر تمويلها أو تسليحها أو حتى أعضاءها لكن – ما باليد حيله – سنلجأ للأسلوب العلمي المنهجي لمناقشه ماهو واضح للعيان ..
أولاً : داعش تعتبر علماء الازهر عندهم فساد في العقيدة ولا يصح الأخذ منهم من الاساس ( وهذه مسألة يعرفها المتخصصون ومحل نقاشها الكتب وأهلها العلماء ) .
ثانياً : داعش تؤمن بالتطابق بمعنى أنك إن لم تكن متطابقاً معي تماماً في الأفكار فأنت عدو لداعش ولله وللرسول وعليه فهي ضد الجميع في حين أن الازهر يؤمن بخلاف ذلك تماماً وابسط الادلة هو تدريس الأزهر لكافة المذاهب الاسلامية السُنية.
ثالثاً : داعش لا يعترف بالحدود أو القوانين الدولية أو حتى المعاهدات التي وقعتها الدول في حين أن الأزهر – بحكم كونه مؤسسة حكومية – يعترف بكل ما سبق .
رابعاً : داعش يعتبر الازهريين كفار أو على أقل تقدير منافقين وهذا اتساقاً مع عقليتهم التطابقية في حين يعتبر الازهر الدواعش قتله وسفاحين ومذنبين ويرتكبون اسوأ الجرائم ولكنهم ليسوا كفاراً وهو اتساق مع مذهب الازهر في عدم تكفير اصحاب القبلة الناطقين بالشهادتين .
خامساً : وهو ما اظنه سيسعد المروجين لفكرة الربط بين الأزهر والدواعش وهو أنه لا يوجد مكان دخله الدواعش إلا وبدأوا برجال الدين في الدولة فقتلوهم شر قتله وهو متاح على الانترنت يمكنهم مشاهدته ربما أطفأ نار أحقادهم على الازهر .
ولن أحرمكم من بعض الاسئلة التي اتمنى أن تملكوا الشجاعة للاجابة عليها وهي :
هل حصرتم عدد الأزهريين المنضمين لداعش ؟ وهل الاوربيون الدواعش أزهريون ؟ ولو بلغكم أن عدد اخوانا التوانسة الدواعش أكبر من المصريين هل ستتهمون جامع الزيتونة بتونس بالارهاب ؟
هل اتهم أحد منكم المؤسسات المسيحية بأي تهمة بعد مباركة الكنيسة الارثوذكسية الروسية لبوتن واعتبار غزوه لسوريا حرباً مقدسة ؟
هل فكرتم كيف سيكون شكل العالم لو أخرج الازهر بيان واحد دعم فيه داعش ؟
هل فكرتم لو فككتم قيود الازهر وتركتم الساحة لعلمائه الحقيقيين هل سيبقى على ظهرها داعشياً ؟
هل أنتم فعلاً تصدقون هذا الزعم أم أنكم تكذبون وتعرفون أنكم تكذبون كما نعرف- نحن- أنكم كذابون ؟
الحقيقة أن الذين يتهمون الأزهر هم المتشابهون تماماً مع داعش فهم يؤمنون بالتطابق ويعتبرون كل من يخالفهم ليس وطنياً وهم لا يعترفون بالدين كمكون أساسي من مكونات الدولة الوطنية بل يظنونه خصماً لها وهذا هو أساس المشكلة التي ينبثق منها اعلامهم وبرامجهم واشاعاتهم .
والسيرة الذاتية للمنظرين لهذه القضية تثبت أنهم إما من مخلفات ماركس أومن مدرسة ( العلمانية ضد الدين ) وهم دواعش العلمانيين ويمثلون اقلية عالية الصوت ومدججة بالسلاح الاعلامي واستفزازهم للمتدينين هو أحد أسباب ظاهرة داعش .
واخوانهم في العراق وسوريا تسببوا في هذا الخراب الهائل ثم اتجهوا نحواوروبا وامريكا كباحثين ومحاضرين ولاجئين وتركوا بلادهم يأكلها الارهاب بفضل افكارهم التصادمية وحكوماتهم الاقصائية فضلاً عن فشلهم الذريع في ادارة الدولة والشعوب المسكينة هي من دفعت وستدفع دائماً الثمن وما أبهظه من ثمن !
تنوية : كاتب هذه السطور ليس ازهرياً .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف