محمد جبريل
أوضاع الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال
دعا المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي رفاقه في المعتقلات الاسرائيلية إلي الاضراب عن الطعام. احتجاجاً علي المعاملة السيئة التي يلقونها داخل السجون علي أيدي سلطات الاحتلال.. ما يقرب من 1500 معتقل فلسطيني بدأوا إضراباً عاماً عن الطعام. للمطالبة بالحد الادني من قواعد الحياة الانسانية الكريمة وإلغاء الممارسات القمعية التي تستهدف المواطن الفلسطيني في وطنه وحريته وكرامته.
ردود الأفعال العربية والدولية لاضراب المعتقلين الفلسطينيين أزعجت قيادات الكيان الصهيوني وهو ما تمثل في الزنزانة الانفرادية التي نقل إليها مروان البرغوثي. وإخضاع المعتقلين للممارسات القمعية والعنصرية إسكاتاً لأصواتهم وتخويفاً لبقية المواطنين واستصدار قرار بمنع الزيارات عن المعتقلين وإجبارهم علي تعاطي المحاليل بديلاً عن الطعام ودفعهم إلي زنازين الحبس الانفرادي.
إن معتقلي السجون الاسرائيلية هم جزء من الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل.هم تعبير عن الكل الفلسطيني بما يعانيه منذ حوالي سبعين عاماً من إعدام دون محاكمات ونفي وتشريد ومصادرة للأراضي وتدمير للبيوت.
والحق ان ردود الافعال للمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني سواء داخل السجون أو المعتقلات أو داخل الوطن المعتقل في غزة والضفة الغربية ينبغي أن تتجاوز بيانات الشجب والادانة. إلي تحرك فعال يتجاوز الصمت الدولي. وفيتو الولايات المتحدة الذي يمثل واجهة لتواطؤ الغرب.
المجاوزة تتحقق بعاملين أولهما تخلي قيادات الفصيلين الفلسطينيين الاساسيين- فتح وحماس- عن الخلافات التي تمليها نوازع إيديولوجية.
وتغليب مصلحة الوطن بحيث تكتسب منظمة التحرير الفلسطينية معناها من التسمية. بتأكيد وحدة كل الفصائل والتحرك علي مستويات العمل النضالي.
العامل الثاني يتمثل في الدفاع عن القضية الفلسطينية. باعتبارها أولي القضايا العربية وأشدها انعكاساً علي الاوضاع العربية جميعاً والتعامل مع الكيان الصهيوني من خلال مقررات القمة العربية أو- في الحد الادني- من خلال شروط تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في وطنه المستقبل.
صار للشعارات والبيانات المنددة والرافضة والشاجبة قاموسها في لغة السياسة العربية منذ اكتفينا بصفة الزعم علي الكيان الصهيوني حين أعلن عن قيامه وبصفة النكبة علي الهزيمة في حربنا ضد عصابات اليهود سنة 1948 وبصفة النكسة علي مأساة .1967
لماذا لا تحرص المقاومة الفلسطينية علي استعادة انتصار معركة الكرامة؟ ولماذا لا تحرص القوي العربية المناضلة علي استعادة انتصار حرب أكتوبر؟