الأهرام
هانى عمارة
المشهد الآن .. الدائرى المستباح
كنت أسير بسرعة تسعين كيلو مترا على الطريق الدائرى و فجأة رأيت فى المرآة ان خلفى تريلا تتجه نحوى باندفاع رهيب، اضطررت غصبا عنى وطلبا للسلامة ان اترك الحارة اليسرى وافسح لها الطريق فإذا بالسائق ينطلق كالصاروخ من جانبي، حاولت ان اعرف السرعة التى يسير بها، فزادت سرعتى الى ١٢٠كم - ساعة، ولكن هيهات، فقد شرخ المارد و راح بعيدا، و عدت الى سرعتى القانونية

هذا المشهد المرعب لسائقى سيارات النقل الثقيل و التريلات ستراه كثيرا على الطريق الدائرى المستباح فى ظل غياب أمنى كامل ، فأين الدوريات المرورية سواء الثابتة او المتحركة ؟ لماذا لا يتم تشغيل اجهزة الرادار لرصد المخالفين للسرعات؟ والذين لا يلتزمون بالحارات ؟ فمن بديهيات السير على مثل هذه الطرق السريعة فى كل بلاد العالم ان يلتزم النقل اقصى اليمين و لا تتجاوز سرعته سبعين كيلو مترا فى الساعة ، فما بالك بالدائرى الذى يعتبر من اعلى الطرق كثافة فى حركة السيارت فى مصر بمعدل يزيد على ١٥٠ الف سيارة يوميا بينما تصميمه ٥٠ الفا فقط ، يعنى ذلك ان الرقابة الامنية و المرورية لابد ان تكون مضاعفة لحماية الأرواح و الحد من هذه السلوكيات القاتلة.ليس هذا فقط بل فى كثير من المناطق التى زحف فيها العمران على الطريق ، سوف تجد مواقف السيارات العشوائية و منافذ إصلاح و صيانة الاطارات ، فضلا عن انك يمكن ان تفاجأ بسيارة تطلع الى الدائرى من مخرج مخصص للهبوط ، ثم نسأل بعد ذلك لماذا تقع الحوادث ، هذه كلها سلوكيات تؤدى الى كوارث فى ظل غياب الرقابة الامنية على واحد من اهم المحاور التى تخدم ما يقرب من ١٧ مليون مواطن يسكنون القاهرة الكبرى ، فماذا نحن فاعلون؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف