علاء معتمد
نبض الشارع .. قبل عام من انتخابات الرئاسة
بعد حوالي 6 أسابيع من الآن.. وبالتحديد في 8 يونيو القادم.. يكون قد مر علي تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية الرئاسة 3 سنوات كاملة.. وتبقي سنة واحدة لتكتمل بها فترة رئاسته الأولي.. وبعدها تجري انتخابات رئاسية جديدة.. فهل استعدت الأحزاب والكتل السياسية في مصر لهذه الانتخابات؟ وهل استطاعت النخب السياسية الاتفاق علي عدد من الشخصيات القادرة علي منافسة الرئيس السيسي إذا قرر خوض السباق من جديد؟ وهل تمكن أصحاب الحناجر ونشطاء الفيس بوك وتويتر والقابعون خلف مواقع التواصل الاجتماعي وسجناء غرف الدردشة. من تحديد مجموعة من أصحاب القدرات والكفاءات المتمتعين بشعبية خاصة تؤهلهم لدخول الحلبة واستعراض انجازاتهم ومهاراتهم السياسية والاقتصادية التي يطمئن إليها الناخب المصري ليعطيهم صوته وثقته لقيادة البلاد في تلك الظروف المحلية والدولية؟
أعتقد أن 14 شهراً هي فترة مناسبة جداً لكي يفصح كل حزب أو كتلة سياسية عن مرشحه لخوض تلك الانتخابات.. وأن يستعد من الآن لتقديمه للمصريين.. وأن يبدأ الترويج له ولانجازاته ولسيرته الذاتية.. وهي فترة أعتقد أنها بالكاد تكفي المرشح كي يعلن عن نفسه ويبدأ في إعداد برنامجه الانتخابي ويسوق له.
وفي رأيي أن المصريين الذين مروا خلال السنوات الست الماضية بتجربة قاسية. وعاصروا 3 رؤساء بخلاف المجلس العسكري. أصبحوا قادرين علي التمييز بين الغث والسمين.. وبين الوطنيين العاشقين لتراب مصر المتسلحين بشعبها وبين الخائنين المأجورين.. الذين قبلوا علي أنفسهم أن يكونوا مجرد دمي تحركهم أصابع مخابرات الدول الأخري.. وبين أصحاب القدرات المتواجدين في ميادين العمل والإنتاج.. وأصحاب الحناجر القابعين خلف الفضائيات أو مواقع التواصل.
دلوني من الآن علي اسم مرشح واحد يمكن أن يتفق عليه المصريون غير الرئيس السيسي وأنا سأكون أول من يدعو له ويعطيه صوته وثقته.. بشرط أن يقنعني بقدراته وعطائه.. وبشرط أن يضع نفسه في موضع المقارنة مع الرئيس إذا كان قد جاء لمصر في نفس الظروف التي جاء فيها السيسي للحكم.
إن أبسط قواعد الديمقراطية تقول إن من حق البعض أن يختلف مع الرئيس وينتقده ويعارض سياساته. وأن يقدم بديلاً ومنافساً له ولسياساته.. لكن أبسط قواعد الإنصاف ايضا تقول إن انجازات الرئيس خلال السنوات الثلاث الماضية لا ينكرها إلا جاحد أو من في نفسه بقايا من حقد أو انتماء لجماعة إرهابية.. حاولت أن تسرق البلاد وتأسر العباد من أجل نشر مبادئها التي تدعو للكراهية والعنف باسم الدين وهو منها براء.
قد تكون الأشهر الستة الماضية قد مرت علي المصريين صعبة قاسية. بسبب ارتفاع الأسعار وإجراءات الإصلاح الاقتصادي. وبسبب المؤامرات التي يدبرها أهل الشر في الخارج والداخل لوقف المسيرة.. لكن هذه الإجراءات - بإجماع كل خبراء الاقتصاد في مصر والعالم - كانت ضرورية وهامة للإصلاح ولمستقبل مصر وللأجيال القادمة. وأن جميع الدول التي خطت خطوات جادة نحو التقدم والنمو قد مرت بظروف أصعب وأشد قسوة من تلك الظروف التي نمر بها.
وهذه الظروف الصعبة لا يمكن أبداً أن تحجب إنجازات السيسي. سواء في مجال تحديث البنية الأساسية ببناء الطرق ومحطات المياه والكهرباء وحل مشكلة العشوائيات وبناء المدن الجديدة ومشروعات الإسكان الاجتماعي وزراعة ال 1.5 مليون فدان. أو في مجال إعادة رسم استراتيجية السياسة الخارجية لمصر في محيطها العربي والإقليمي والدولي علي أسس التوازن والندية وليس التبعية. أو في إعادة بناء قدرات مصر العسكرية وتحديث قواتها المسلحة لتصبح واحدة من أقوي 10 جيوش في العالم. أو في مجال إعادة الاستقرار والأمن والأمان للشارع المصري بعد سنوات من الخوف والاضطراب.
هذه بعض الإنجازات التي يمكن التحدث عنها بالتفصيل. لكن في موقف آخر. أو حين يظهر مرشح جديد للرئاسة يحاول استعراض قدراته وإنجازاته.