الجمهورية
عصام الشيخ
كلام في الهوا .. أهلاً بعيد سيناء

كنت عاقدا العزم علي تناول قضية المحميات الطبيعية وتولي القطاع الخاص ادارتها بدلا من الدولة والجوانب السلبية والايجابية في القرار الذي اتخذه الدكتور خالد فهمي وزير البيئة . لكن الاحتفال الوطني بعيد تحرير سيناء فرض نفسه خاصة مع ظهور بعض الاصوات الضالة - اذا جاز لنا التعبير- تعترض علي احتفال الشعب بالعيد الوطني للتحرير.. حيث يري البعض ان ما يحدث في سيناء من قيام الجيش المصري بخوض معارك ضارية ضد الارهاب ¢النازح¢ لشعبها عبر الحدود. وتنفيذا لاجندة دولية وبرعاية من قوي اقليمية ودولية وبالتالي لا داعي للاحتفال بذكري تحرير سيناء¢الأرض والأهل¢ طالما عاد اليها الارهاب . بينما يعتقد الكثيرون وانا منهم انه من المهم ان يتم بين الحين والآخر استعادة ذكري الانتصار واهمية تحرير سيناء بالقاء الضوء علي المراحل المختلفه التي مرت بها فترة تحرير الارض لاستثارة الهمم وتعريف الاجيال الجديدة من ابناء هذا الشعب بقدراته علي الانجاز ومواجهة التحديات وان مصر مثلها مثل الامم العظيمة لابد ان يتصاعد منحي انجازات شعبها وقدراته. وتحقيق نهضة تنموية شاملة في وقتا ما - غالبا بعد لحظات ضعف وتراخ- ولاسباب عديدة ليس هذا وقته او مجاله.. القضية التي تشغلنا هنا لماذا الاحتفال بتحرير سيناء؟ وكيف جاء هذا التحرير؟ وكيف عادت سيناء واهلها الي مصر هذا السؤال يحتاج الي شيء من التفاصيل حيث كانت معاهدة السلام والتي نصت علي إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وأيضاً المدنيين من سيناء إلي ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة علي سيناء. وكانت المعاهدة وراء انسحاب إسرائيلي كامل من شبة جزيرة سيناء. وعودة السيادة المصرية علي كامل ترابها المصري وقد تم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء علي النحو التالي: في 26 مايو 1979: رفع العلم المصري علي مدينة العريش وانسحاب إسرائيل من خط العريش - رأس محمد وبدء تنفيذ اتفاقية السلام.
في 26 يوليو 1979: المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلي من سيناء "مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع" من أبوزنيبة حتي أبو خربة في 19 نوفمبر 1979: تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام.
في 19 نوفمبر 1979: الانسحاب الإسرائيلي من منطقة سانت كاترين ووادي الطور. واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوب سيناء.
وفي يوم 25 إبريل 1982 تم رفع العلم المصري علي حدود مصر الشرقية علي مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً وإعلان هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً في ذكري تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الجزء الأخير ممثلاً في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء . حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المصري المكثف.
وتبقي نقطة التحول في مراحل الانسحاب الاسرائيلي واهميتها. وتتمثل في منطقة طابا.. حيث حدث خلال الانسحاب النهائي الإسرائيلي من سيناء كلها في عام 1982. ان تفجر الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو انه لا تنازل ولا تفريط عن ارض طابا. وأي خلاف بين الحدود يجب أن يحل وفقاً للمادة السابعة من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية - علي الشباب ان يدرك ويعي ان العقيدة العسكرية لدي ابناء القوات المسلحة لن تسمح بالتنازل عن شبرمن ارض مصر- بمناسبة تيران وصنافير المادة السابعة تنص علي ان تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات. وانه إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلي التحكيم.. وكان الموقف المصري شديد الوضوح وهو اللجوء إلي التحكيم بينما تري إسرائيل أن يتم حل الخلاف أولا بالتوفيق. وفي 13 يناير 1986م أعلنت إسرائيل موافقتها علي قبول التحكيم. وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلي التوصل إلي ¢مشارطة تحكيم¢ وقعت في 11 سبتمبر 1986. والتي تحدد شروط التحكيم. ومهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف.
وفي 30 سبتمبر 1988. أعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا. والتي حكمت بالإجماع أن طابا أرض مصرية. وفي 19 مارس 1989. رفع الرئيس الاسبق حسني مبارك علم مصر علي طابا المصرية معلناً نداء السلام من فوق أرض طابا.
خارج النص:
علينا جميعا أن نزرع الأمل ونعيد رصد وقراءة تاريخنا الوطني فهو الحصانة الحقيقية لمواجهة محاولات اشاعة الفوضيپالمستمرة بين شبابنا لصالح تنفيذ المؤامرة الدولية علي الوطن وتفتتيه وأن يقوم كل بمسئوليته دون كلل. وبقتال دون مواربة لأننا في حالة حرب اصعب من الحروب السابقة التي خضاها الشعب للحفاظ علي الوطن . وبما فيها حرب أكتوبر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف