المساء
محمد جبريل
لا أولوية لقضية فلسطين
في جلسة مجلس الامن لمناقشة الاوضاع في المنطقة وما نسب إلي النظام السوري من استخدام السلاح الكيماوي ضد مواطنيه في خان شيخون. تحدث مندوب اسرائيل عن الاولويات وجد ان تنامي قوات حزب الله هو أخطر ما تواجهه المنطقة. بحيث تستدعي تركيز الجهود لدرء هذا الخطر. باعتبار أن القضية الفلسطينية تالية في الاهتمامات. فمن الممكن ارجاء النظر فيها.
أما اتهامات الغرب للنظام السوري. فقد اكتفي مندوب تل أبيب بما اصدرته حكومته من بيان يتهم الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوي. دون أن تردف اتهامها بما يبرر الغارة الامريكية علي الاراضي السورية. وقيادة الضباط الامريكيين لفصائل المعارضة في معاركها ضد الجيش السوري. تحت العلم الامريكي.
كلمات السياسي الاسرائيلي قيلت في قاعة اكبر منظمة سياسية دولية. استمراراً لمناقشات ومساجلات وبيانات وقرارات بالادانة. وقصر استخدام واشنطن حق الفيتو- تقريباً- علي رفض تلك القرارات.
البداية- كما تعلم- تعود إلي إنشاء هيئة الامم المتحدة. والمنظمات التابعة لها عقب الحرب العالمية الثانية. انتهت عصبة الامم بقيام الحرب العالمية الاولي وما اسفرت عنه من نتائج واستطاعت الولايات المتحدة مع الدول المنتصرة- بمنطق القوة- أن تحصل علي حق الفيتو. لتدافع- في معظم الاحيان- عن مصالحها ومصالح الدول المتحالفة معها اسرائيل تحديداً. وإن استخدمت روسيا هذا الحق- احياناً- لمناصرة الدول التي تخنقها مؤامرات الغرب.
إذا كان المندوب الامريكي في مجلس الامن قد رفع يده بالفيتو ضد كل ما لا يرضي اسرائيل حتي لو كان مجرد إدانة علي مذبحة جماعية من التي تفرد بها الكيان الصهيوني منذ صدر قرار التقسيم في 1947 وإعلان انشاء الدولة العبرية في السنة التالية بدءاً بدير ياسين وتواصلاً في كفر قاسم وبحر البقر وأبو زعبل وصبرا وشاتيلا وقانا وعشرات المذابح التي ترشح قادة اسرائيل- بجدارة - للوقوف أمام قضاة المحكمة الدولية.. رذا كان ذلك هو تصرف المندوب الامريكي. فإن دعوة المندوب الاسرائيلي تأتي في سياق التعامل الامريكي مع قضايا الوطن العربي والقضية الفلسطينية بخاصة.
حتي لا أتوه في تعبيرات غير محددة. فإن المشكلة ليست في حزب الله وليست من قبله في المقاومة الفلسطينية ولا في النظام العراقي الذي كان يمثل عمقاً عربياً استراتيجياً. ولا النظام السوري بحرصه علي ان تكون القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته. بل وليست في الخلافات. التي جعلت المنطقة ساحة للحرب الاهلية لكنها في الكيان الذي فرض نفسه بالتآمر والقوة وظل ذلك أسلوبه حتي الان.
ظني ان حزب الله الذي جعله مندوب تل أبيب في موضع الصدارة من الاخطار التي تعانيها المنطقة كان سيفتقد مبرر وجوده العسكري. لو أن الاوضاع في الوطن العربي لم تتبدل منذ انتزع التآمر قطعة غالية من أرضه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف