الجمهورية
احمد الشامى
¢استفتاء الاستبداد¢ المزور
قاد رجب طيب أردوغان الرئيس التركي. دولته إلي صراعات جديدة قد تؤدي في نهاية الأمر إلي انهيارها بسبب الاستفتاء الذي أجراه أخيرا لتعديل الدستور بزعم التحول من النظام البرلماني إلي الرئاسي. وذلك في محاولة منه لتشديد قبضته علي السلطة. والذي يمكنه من البقاء فيها فترتين رئاسيتين أي حتي سنة 2027. وكان قد تولي رئاسة الوزراء في 2003 واستمر حتي عام 2014. ما يعني أنه سيظل في السلطة 20 عاماً متصلة علي الرغم من الرفض الشديد لمسعاه من جانب المعارضة بسبب جذوره الدينية المتشدده التي ستؤدي إلي زيادة العداوات مع أوروبا وإبعاد تركيا عن الحصول علي عضوية الاتحاد الأوروبي التي تعتبر بمثابة حلم للشعب منذ عشرات السنين. وظني أن الأيام المقبلة حبلي بالكثير من المفاجآت غير السارة لأردوغان والتي من المنتظر أن تؤدي إلي نهاية عصره الاستبدادي.
ومحاولات السيطرة علي الدولة لم تتوقف منذ محاولة الإطاحة بحكم ¢ السلطان¢ منتصف يوليو الماضي. إذ أعلن حالة الطوارئ. وقبض علي آلاف المواطنينوالصحفيين والقضاة والسياسيين المعارضين وألقي بهم في غياهب السجون. ما أحدث انقساماً واستقطاباً في البلاد. ولذا فان قضاء أردوغان 20 عاماً في السلطة 10 رئيساً للوزراء وتوقع قضاء 10 سنوات أخري رئيساً للدولة سيحوله إلي ¢ سلطان عثماني مستبد¢. وسيؤدي إلي القضاء علي نفوذ النخبة المعارضة التي قادت البلاد منذ أسس مصطفي كمال أتاتورك الجمهورية المدنية الحديثة عقب سقوط الدولة العثمانية في عام 1923. إذ يمنحه ¢استفتاء الاستبداد المزور¢صلاحيات تنفيذية واسعة. وقيادة الجيش. وتعيين نوابه والوزراء وإقالتهم. فضلاً عن حصوله علي حق إعلان حالة الطوارئ لحماية نظامه من السقوط.
وهذا التصرف من جانب أردوغان لم يكن غريباً علي رئيس حول بلاده إلي وكر لاستضافة قيادات جماعة الإخوان الإرهابية وفتح لهم البلاد لعقد الاجتماعات وإطلاق القنوات الفضائية التي تهاجم مصر وثورة 30 يونيو. كما أنه نفسه اعتاد توجيه الاتهامات لمصر والزعم بأن نظامها السياسي ليس ديمقراطياً. كما أنه الداعم الأول لقطر الحريصة علي تمويل عناصر الجماعة في مصر بالمال لتحريضهم ضد الدولة. وأري أن الوقت قد حان ليتوقف أردوغان عن مهاجمة مصر خصوصاً بعد أن باتت تركيا تحبس أنفاسها بسبب تصرفات رئيسها الذي يقودها إلي المجهول. لأنه لا يفكر سوي في مصلحته الشخصية. خصوصاً أن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا رفضت. طعون أحزاب المعارضة الرئيسية ومطالبتها بإلغاء الاستفتاءالذي يمنح الرئيس سلطات غير محدودة. لأنه مزور حسب وصف الطعن المقدم من المعارضة. التي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام حماقات أردوغان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف