الجمهورية
د. محمود وهيب السيد
آية حجازي.. من هي؟
حكم القضاء المصري ببراءة المدعوة آية حجازي المصرية والحاملة للجنسية الأمريكية أيضا ورفاقها بعد أن ألقي القبض عليهم في مايو عام 2014 بتهمة الإتجار بالبشر وتكوين جمعية تحت مسمي رعاية طفولة غير قانونية وغير معلن عنها وإلي هنا والأمر عادي جداً. إلا ان غير العادي أن ترسل أمريكا في ذات اليوم طائرة خاصة وعلي متنها نائبة مستشار الأمن القومي لإصطحاب آية لتهبط بمطار عسكري بأمريكا ثم توجهها فورا للبيت الأبيض لتلتقي بالرئيس ترامب.
وكان قد تم إلقاء القبض عليها بعد اعتراف أحد أطفال الشوارع بأن المتهمة وبمشاركة آخرين شكلوا عصابة إجرامية منظمة لاستقطاب أطفال الشوارع والهاربين من سوء معاملة ذويهم. واحتجازهم داخل مقر مخالف للقانون وبدون ترخيص اختاروا له اسم "جمعية بلادي" في العقار رقم 31 بشارع محمد محمود بمنطقة باب اللوق بالقاهرة. وقد تبين من التحقيقات أن المتهمة وشركائها أغلقوا علي الأطفال أبوابا حديدية وعاملوهم بمنتهي العنف والقسوة. وجردوهم من ملابسهم وأجبروهم علي ارتكاب أعمال منافية للآداب والتقطوا لهم صورا إباحية ومشاهد تمثيلية. تظهر تعاطيهم المخدرات وممارسة التسول وعرضوها بندوات خاصة لحث حاضريها للتبرع للمتهمة لمساعدة الأطفال. وقد تبين من توقيع الكشف الطبي بمعرفة الطب الشرعي علي الأطفال. تعرض 5 منهم للاعتداء الجنسي. وإجبار الأطفال علي المشاركة في مظاهرات تخدم توجهات سياسية. نظير أموال حصل عليها المتهمون من أصحاب المصالح. كما استخدموهم في الاشتراك ضمن مظاهرات حركة 6 أبريل للمطالبة بالإفراج عن مرتكبي بعض الجرائم من أعضاء تلك الحركة ومن وقت أن ألقي الفبض عليها وكل الضغوط المتصورة تمارس علي مصر للإفراج عنها.
وآية حجازي حاصلة علي ليسانس حقوق من جامعة جورج ميسون الأمريكية. وعادت للقاهرة عقب ثورة 25 يناير. تحت زعم تدشين مشروع تنموي لإنقاذ أطفال الشوارع. وكان قد سبق لها أن شاركت كمساعدة تحقيقات في اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في أحداث دولة البحرين. التي أمر بإنشائها الملك. وذلك بترشيح من لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في يونيو 2011. للنظر في أحداث احتجاجات فبراير ومارس من ذلك العام هناك . ولا يدري أحد بأي صفه كان لها هذا؟ وكان ذلك عقب اندلاع ما سمي بالربيع العربي.
المؤكد أنها عادت لمصر في ذلك التوقيت لتلعب دوراً ما في توظيف الاحداث لخدمة أهداف جهات خارجية. وكان منها تأسيس كيان غير قانوني تجمع فيه أطفال الشوارع. لدفعهم للمشاركة في المظاهرات في ميدان التحرير. وأن يكونوا نواة حقيقية لمشروع الفوضي. رأينا أطفال الشوارع في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء. وأحداث إلقاء مولوتوف لإشعال النار بفندق سميراميس . وإلقاء المولوتوف ايضا علي القوات. وعلي المنشآت العامة. وتنقل تلك الأحداث القنوات التليفزيونيه العالمية . لتصوير الأمر في مصر علي أنه فوضي. وما يستتبعه ذلك من عواقب وخيمة سياسيا واقتصاديا.
لذلك نتساءل عن سبب الحكم ببراءتها. نحن لا نشكك في أحكام القضاء . فالمؤكد أن للحكم أسبابه التي لن نعرفها إلا بعد نسخه وبه أسبابه. وقد يكون للموضوع علاقة بصفقة تمت مقابل الإفراج عن مصطفي عواد المحكوم عليه بأمريكا بإحدي عشرة سنة سجنا بتهمة نقل رسومات لحاملة طائرات امريكية لمصر عام 2014. ملف آية حجازي لم يغلق بمجرد أن قال القضاء كلمته. والحقيقة أن المستقبل سيزيح الستار عن حقائق مهمة عن مشروع آية حجازي. ورفقائها. من نشطاء السبوبة. وقطع شطرنج ما سمي بالربيع العربي وعملائه.. وغدا سنري بإذن الله ..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف