المصريون
خالد الشريف
إنقاذ سيناء .. متى تتحرك الجماعة الوطنية ؟
حالة من الجدل والتربص والتشكيك في النوايا أثارتها مبادرة " إنقاذ سيناء " التي طرحها حزب البناء والتنمية.. وكـأنه مكتوب علينا أن نقف مكتوفي الأيدي تجاه مايجري في سيناء من خراب ودمار بل واجب علينا أن نظل نلطم الخدود ونشق الجيوب والدماء الذكية تتدفق على أرض الفيروز حتى يهبط علينا الحل من السماء .. للأسف أصبح كل شيئ في مصر ينظر إليه بسوء النية فحالة الاستقطاب والانقسام لاتزال تمزق المجتمع حتى الطبقة السياسية ترفع شعار المكايدة السياسية وليس مصلحة الوطن فينظر إلى الأشخاص قبل الأعمال وأضحى كل شيئ بمقابل يحصل عليه المرء كي يدافع عن وطنه وأهله ..فلامكان لحسن النية أو إحسان الظن .. مع أن الأصل في السياسي أن يصنع السلام والحب لأهل ووطنه لا أن يفاقم الأزمات ويشعل الفتن ..كنت أظن أن الجماعة الوطنية في مصر المحروسة تتلقف مبادرة حزب البناء والتنمية بكل شوق من أجل وقف نزيف الدماء وايجاد حلول سياسية للأزمة والمأساة التي تعيشها سيناء .. لكن ما فعلوا شيئا من ذلك بل تناولها البعض بالتشكيك والاستهجان ورمها البعض الآخر بالسهام ..نعم إن اصحاب المبادرة لاينتظرون شكرا ولا ثناءا من أحد فالمبادرة عمل وطني الغرض منه واضح جلي هو انقاذ سيناء وانقاذ الوطن ويلس إرضاء لسلطة أو حكومة أو طلب جاه أو سلطان او محمدة من الناس .. فمن الواضح للجميع أن دوافع وطنية بحتة وراء إطلاق حزب البناء والتنمية لمبادرة "إنقاذ سيناء" فهي من أجل إنقاذ بقعة غالية عزيزة من تراب الوطن مروية بدماء وعرق جنود مصر الأبرار حيث تعيش مأساة حقيقة بكل المقاييس تستحيل فيها الحياة وسط القنابل والمدرعات والغارات وعصابات خارجة عن القانون تفرض سطوتها على المجتمع السيناوي فضلا عن الباعث الاول لهذه المأساة هو وقف نزيف الدماء المصرية الغالية والحفاظ على الدولة المصرية ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش المصري الذبي هو أكبر جيش عربي في المنطقة فلايعقل أن نتركه يخوض حربا ضد أبناء الوطن حتى وان كانوا ضلوا الطريق خاصة وأن عدوا صهيونيا مجاورا لسيناء يتربص بنا الدوائر .
الغريب أن من رموا أصحاب المبادرة بالتشكيك والبهتان والسعي لمكاسب سياسية نسوا أن المبادرة تدعو كل أبناء الوطن الشرفاء والقوى الوطنية الحرة للمشاركة في المبادرة بل أكدت من اللحظة الأولى لانطلاقها على أن يتولى الأزهر الشريف رعايتها باعتباره مرجعية إسلامية مقبولة عند جميع الأطراف
وهذا شيئ محمود فالجميع يثق في الأزهر فهو منارة العلم وملاذ المظلومين وهو قادرعلى التواصل مع مؤسسات الدولة والقبائل السيناوية واعتقد أن جميع الشرفاء والمؤسسات الوطنية لن يتأخروا في تلبية نداء الأزهر الذي له مكانة في قلوب المصريين .
حقيقة نتمني من جميع الأطراف الاستجابة لهذه المبادرة لوقف تدهور الأوضاع في سيناء بوقف إطلاق النار والعمليات المسلحة خاصة ونحن نعيش ذكري غالية عزيزة وهي تحرير سيناء راجين أن تكون بداية لتهيئة الأجواء لصنع السلام الداخلي بين أبناء الوطن الواحد
وهذا ليس مستحيلا إذا خلصت النوايا.. فجميع الأطراف مصريون ولدوا وتربوا على أرض مصر، والكل حريص على انقاذ مصر وسمعتها فيجب أن نحل كل مشكلاتنا على مائدة الحوار ونهيئ الأجواء والمناخ لهذا الحوار بإسكات صوت المدافع ووقف نزيف الدماء بتبديد المخاوف ومد جسور الثقة بإلغاء حالة الطواريء وعودة الحياة الطبيعية لأهالي سيناء مع الغاء حظر التجول والافراج عن المعتقلين غير المتورطين في أعمال مسلحة فكل ذلك يساعد على تهيئة المناح لإنهاء الأزمة وحل المشاكل ..فجميع الأطراف مصريون وأبناء وطن واحد فلابد من سماع صوت العقل والحكمة .. فإذا كانت الحروب تنتهي بعد عشرات السنوات من الخراب والدمار والدماء بالحلول السياسية فما أحوجنا للحوار الهادئ نحل به جميه مشكلاتنا..ولابد أن يكون لدينا أمل كبير في حل الأزمات التي تعاني منها بلادنا ولا نيأس في محاولاتنا السياسية المستمرة لإصلاح الأوضاع الراهنة مهما بدت قسوة المشهد وتعقيد الأزمة فدوام الحال من المحال .. والتغير يبدأ من أنفسنا ومن خلال طرق كل الأبواب والوسائل السلمية المشروعة لتحريك المياه الراكدة وفتح كل الآفاق التي تعاني من انسداد سياسي لاقامة حوار يشمل الجميع ولا يقصي أحدا .. أجمل مافي المبادرة في اعتقادي انها تستنفر الأفكار والعقول لحل سياسي لمشكلة مزمنة وتفتح بابا من الأمل لعودة الحياة للسيناء وتدعو الجميع للتحرك قبل فوات الأوان
وفي هذا المقام لانملك إلا الدعاء لكل مخلص يبذل من وقته وجهده لانقاذ الوطن ونقول لسيناء الحبيبة .. سلام عليكي يوم التحرير..اللهم أحفظها أهلها من كل سوء وأعد الأمن والسلام إلى ربوعها إنه ولي ذلك والقادر عليه..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف