المصريون
محمد رسلان
ماذا لو انهار سد الأزهر ؟
الأزهر الشريف هو أحد أعمدة الدولة الرئيسية في الداخل والخارج ، وهو حائط الصد المنيع ، والسد الراسخ أمام تيارات الإنحراف الفكري الذي يضرب العالم الإسلامي شرقًا وغربًا بل العالم أجمع، ولقد رأينا كثير من الدول حتى الأوربية منها (ألمانيا مثال) تلجأ إلى الأزهر لتنشر التنوير الإسلامي والديني الصحيح في مجتمعاتها، حتى أصبح زي الأزهر وعمامته المعروفة لها رمزيتها واحترامها (وإن أخذت أحجام وأشكال مختلفة مثل ما نراها في لبنان وسوريا وتركيا).
الهجوم الذي نراه اليوم على الأزهر الهدف منه هو ( الدولة المصرية) في الأساس، وإن كان المهاجمين لا يعلمون ذلك فتلك مصيبة وإن كانوا يعلمون فالمصيبة أعظم.
لا أظن أن الممثلين في الستينات والسبعينات والذين اتخذوا الزي الأزهري (للتنكيت والمسخرة) يدركون أن ما يفعلونه يضر بأهم مؤسسات الدولة، ولكن من كتب لهم النص الذي يؤدونه كان يفهم ما يقوم به، بل كان يعمل ذلك بحرفية عالية بهدف المساس بهذه المؤسسة الدينية المهمة.
الهجوم على الأزهر إذن بدأ قديمًا، ولكن الهجوم حديثا بدأ منذ سنة 2004م وفي موقع (الحوار المتمدن ) تحديدًا وبدأ على أحد أهم شيوخ الأزهر وأكثرهم شهرة ونجومية (فضيلة الشيخ الشعراوي) والذي اشتهر وسطع نجمه من خلال شرحه لآيات الله باللغة العربية الفصحى والذي يجهلها الكثيرون بما فيهم الإعلاميين ، وقد فسر القرآن بالقرآن ، وربط بين كلام الله والواقع الذي نعيشة ونحياه يوميًّا فكانت رسالته (خواطر إيمانية) مُدهشة وفي رسالته (سحر البيان وحلاوة الإيمان ) مما كان باعثًا في اعتزال بعض من نجوم المجتمع الفني المصري وقد أثار هذا التحول عند بعض الفنانين حفيظة بعض (إعلام البزنس والسبوبة ) أعداء(الدين والدولة) فقاموا بمهاجمة فضيلة الشيخ الشعراوي في هجمة شرسة ومنظمة في الصحف وبرامج (التوك شو) وقالوا عنه "إن الشعراوي كان بيعمل جيم " . وقد جهلوا أن هناك بعض الإخوة المسيحين في أمريكا من أصول عربية من أشد المعجبين بحديث الشيخ الشعراوي، أذكر منهم المهندس (متري) أمريكي من أصل لبناني .
ومرة أخرى و بعد التفجيرين الأخيرين في طنطا والاسكندرية بدأ الهجوم على الأزهر بشكل لم يسبق له مثيل حتى طلب بعض السفهاء بإقصاء (الإمام الأكبر) دون حياء ولا خجل وكأن الأزهر هو المسؤول عن أي انحراف أو إحباط يصيب أي مواطن من الأوضاع المتردية لحياته اليومية ( فقرر التخلص من حياته بشكل انتحاري يؤذي الآخرين بهذا الشكل الإجرامي الذي حدث في التفجيرين).
هذا شئ مثير فعلًا ويدفعنا لأن نسأل، هل يُسأل الأزهر عن الشاب المصري (إبن سعادة اللواء المتقاعد) والذي كان يعمل في إحدى دول الخليج والذي قام بالعمل المشين في أهم مزار سياحي في فرنسا (حادثة الشانزيليزيه في فرنسا).
وهل يُسأل الأزهر عن انحراف بعض الناس في شمال سيناء، وحملهم السلاح وحربهم الجيش المصري؟
وهل يُسأل الأزهر عن ما يحدث بسبب انتشار التطرف الليبرالي والديني من خريجي كليات جامعات مصر من الاسكندرية لأسوان ؟ وهل يسال الأزهر عن فتاوي طبيب الأطفال بالاسكندرية (صاحب حزب النور) وفتاويه المثيرة للجدل. على هذا فالأزهر يُسأل عن ابن سيدنا نوح ولماذا لم يؤمن بأبيه نبي الله نوح عليه السلام .
يا سادة أفيقوا واحذروا من انهيار الأزهر فلو انهارت هذه المؤسسة أو أُضعفت بفرض القوانين المجحفة أو أقلتم شيخه أو أجبرتموه على الاستقالة فلن تغرق مصر في الإرهاب وحدها بل سيغرق العالم أجمع في التطرف المقيت والظلام الفكري الذي لا مثيل له.

د. محمد رسلان
طبيب وباحث
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف