منذ عشرات السنين ولعبة كرة القدم في مصر كانت المتعة لعشاقها وكان وقتها قناة واحدة تنقل لنا المباريات كلها وهي القناة الثانية التابعة لماسبيرو "مبني اتحاد الاذاعة والتليفزيون" وبعد افتتاح الارسال للقناة الثالثة ظهر برنامج متميز بفكرة رائعة للراحل قطب عبدالسلام وكان اسمه "الكاميرا في الملعب" فقد كانت القناة الثانية تنقل لنا المباريات الهامة في الدوري والكأس المصريين وفي السهرة كنا نتابع برنامج "الكاميرا في الملعب" علي القناة الثالثة والذي كان يقدم اللقطات المهمة في المباراة وكان الجميع يرضي بما يعرضه هذا البرنامج لحياديته التامة في نقل الحدث ولذلك لقي حباً وراحة من الجميع علي حد سواء كما كان هناك برنامج اذاعي علي البرنامج العام لمدة خمس دقائق يعطي التعليق والنتائج للمباريات بإيجاز للاعلامي الكبير فهمي عمر وقد أحسن صنعا لأن "خير الكلام ما قل ودل" أما الآن وبعد انتشار القنوات الخاصة وظهور المحللين وعرض مساحات مطولة للاستوديو التحليلي يكاد يكون لمدة خمس ساعات أو أكثر وجدنا الاختلاف في كل لعبة وكل هدف وأصبح الحكم الظالم بريئا في نظر المحللين خاصة جهاد جريشة في عدم احتسابه ضربة جزاء صحيحة للزمالك في المباراة الشهيرة رغم ان هذه اللعبة شاهدها العالم كله الا جهاد جريشة ومن علي شاكلته من المحللين ومن بعد هذه الواقعة ضاع الدوري وافتقد التنافس وأصبح الدوري المصري باهتاً ومهما اعتبرنا بعض الفرق قوية لكنها لم ولن تعوض الفريقين الكبيرين في مصر وهما الأهلي والزمالك لشعبيتهما ليس في مصر فقط ولكن علي مستوي الوطن العربي وظل التخبط في طريقه في تحديد المواعيد للمباريات وقد كشف لنا الاعلامي وائل الابراشي في حلقته التي استضاف فيها المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك عن مدي التخبط في اتحاد الكرة المفروض أن يكون لكل الأندية جميعها وليس لبعضها وأيضا "اختلط الحابل بالنابل" بحيث أصحبنا لا نفرق بين مذيع في قناة خاصة ومحلل وعضو باتحاد كرة القدم لأننا في لحظة نستطيع أن نجمع هذه المناصب والوظائف ونعطيها لشخص واحد وطبعا الخطأ لا يعالج الا بخطأ وعلي مسابقة الدوري العام والقائمين عليها متابعة "ميسي" وما يفعله لعشاق كرة القدم في العالم ومساهمته الكبيرة في عودة الجماهير المصرية مرة أخري بعد انتهاء بطولة كأس الأمم الأفريقية الي المقاهي والكافيهات والشوارع للاستمتاع بهذا اللاعب ليس بميسي فقط ولكن بجميع مباريات الدوري الاسباني والانجليزي وغيره من الدول والأندية والاتحادات التي لديها انضباط في القوانين واللوائح التي تصدرها لمسابقة كرة القدم عكس الدوري المصري الذي يضع مواعيد مبارياته ولوائحه وقوانينه وكل ما يتعلق به أمام الشاشة من أجل المصالح الشخصية فقط بعيدا عن الاستمتاع بلعبة كرة القدم وعجبي!!
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر