قبل نكسة يونيو 1967 بأشهر قليلة. نشرت "المساء" تصريحاً للمهندس صدقي سليمان رئيس الوزراء آنذاك. يؤكد فيه قرب تحول مصر إلي دولة مصدرة للبترول. ولأن الغرب ـ قبل إنشاء الكيان الصهيوني وبعده ـ كان دائم النسج للمؤامرات ضد الوطن العربي. فقد كان من الطبيعي أن يعطي الرئيس الأمريكي الأسبق جونسون. الضوء الأخضر لقيادات تل أبيب. أن يخترقوا إمكانات السلام. ويشنوا العدوان الذي كان قد تم إعداده. مدعوماً بأحدث القدرات القتالية الأمريكية. حتي الدعم اللوجستي وفرته سفينة الأسطول السادس "ليبرتي" التي أغرقها الإسرائيليون عقب انتهاء الحرب. في صورة تذكرنا بحكاية سنمار الشهيرة.
وقبل الحرب الأهلية السورية. أشارت البيانات الاقتصادية إلي أن العمل سيبدأ في استخراج الغاز السوري لتصبح سوريا واحدة من أفضل دول المنطقة اقتصادياً. وأكدت البيانات أن استغلال حقول الغاز سيبدأ في 2018. ويظل ـ في أضعف التقديرات ـ إلي 2051. وهو ما يجعل سوريا ثالث بلد مصدر للغاز في العالم.
أثبتت التطورات أن التصورات الهائمة. مثل الزعم بسعي موسكو إلي موضع لأسطولها في المياه الدافئة. لا تمثل حقيقة الأوضاع في الأرض السورية. فقد أخفقت أنقرة في الحصول علي نصيب من ثروات الغاز السورية. لذلك كان إصرارها علي الاقتحام المسلح للأراضي السورية. وبالتحديد في المنطقة من شمال غرب حلب إلي دير الزور والرقة. بما تحويه من حقول غاز صغيرة ومتوسطة.
أما الزعم بسعي موسكو إلي موضع لأسطولها في المياه الدافئة. فيلغيه ذلك السباق المحموم من إسرائيل. ومن دول الغرب. للاستيلاء علي حقول الغاز السورية. واللافت أن المعارضة السورية تخضع للإملاءات الأمريكية. بل إنها وافقت علي السير خلف مدرعات تحمل العلم الأمريكي. وقد استهدف إصرار داعش علي احتلال تدمر. دون الأقاليم السورية الأخري. حقول النفط العملاقة. في الوقت الذي تنضب فيه ثروة الغاز في دول أخري بالمنطقة.
والحق أن إعادة الجيش السوري السيطرة علي المدينة التراثية. أفشل المخططات التي تستهدف الاقتصاد السوري. والغاز مورده المهم. وفق الاستراتيجية التي تدبر المؤامرات. وتدعم فصائل المعارضة. وتشن الغارات علي المطارات السورية. بهدف فرض التخلف علي قطر عربي. وإفراغه من قواه الحضارية والعسكرية والاقتصادية. وهي الاستراتيجية التي تحاول قيادات الغرب. وقيادات تنتسب إلي المنطقة. أن توقف بها عجلة النمو في الوطن العربي. والأمثلة تشمل العراق وليبيا واليمن والصومال وغيرها.
الدور الذي يقوم به الغرب في سوريا. أخطر من مجرد دعم فصائل معارضة ضد نظام الحكم القائم. وهو ما يبين في خسارة البلاد ـ حسب الأرقام الرسمية ـ نصف قواها التسليحية. وتقدير 900 مليار دولار لإعادة الإعمار. بالاضافة إلي تحول نسبة هائلة من الشعب إلي لاجئين!