تستعد القنوات الفضائية وشركات الإنتاج الفني لشهر رمضان المبارك.. وتنقل الصحف أخبار المسلسلات والبرامج التي يجري العمل فيها علي قدم وساق.. ومن حسن الحظ أن رمضان سيأتي هذا العام ولدينا هيئة عليا مسئولة عن الإعلام برئاسة الأستاذ مكرم محمد أحمد وهيئة وطنية للإعلام برئاسة الأستاذ حسين زين.. وكلنا أمل في أن يكون لهاتين الهيئتين تأثير واضح في اختيار ما ستعرضه الشاشات المصرية لمشاهديها خلال الشهر الكريم.
وبهذه المناسبة أحب أن أوجه رسالة للأستاذ مكرم محمد أحمد أرجوه فيها أن يطلع علي التقرير الذي أعدته اللجنة الإعلامية بالمجلس القومي للمرأة عن مضمون الأعمال الفنية التي قدمتها وسائل الإعلام المصرية خلال رمضان الماضي بهدف تفادي الأخطاء وعلاج السلبيات وعدم تكرار ما حدث.
وكانت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة قد شكلت لجنة لرصد ومتابعة الأعمال الدرامية والبرامج والإعلانات برئاسة الدكتورة سوزان القليني عميد كلية الإعلام جامعة عين شمس.. وقامت اللجنة بإعداد دراسة علمية لتحليل مضمون المواد المعروضة ومدي تأثيرها علي المجتمع والمرأة والأسرة.
كما تلقي المجلس ـ حسبما قالت د.مايا مرسي ـ أكثر من 300 شكوي من أمهات ضد الدراما والإعلانات التي تنتهك كرامة المرأة.. وخاصة الإعلانات التي تشجع علي إرضاع الأطفال ألباناً صناعية.. إلي جانب شكاوي من إعلانات المشروبات والملابس الداخلية التي تحمل إيحاءات وإيماءات تروج للتحرش.. وتحمل ألفاظاً وإشارات ورقصاً وبلطجة.
ما هي النتائج التي خرجت بها الدراسة؟
قالت الدكتورة مايا إن الدراسة أكدت أن المرأة في دراما رمضان مجرد سلعة.. جعلوها مشوهة ومريضة ومختلة ومبتذلة.. مما يحط من قيمتها ويهدر كرامتها.. ويحمل إيماءات تحريضية علي التحرش والعنف ضدها.. الدراما للأسف تقدم صورة سيئة للمرأة المصرية ولا تعطي الأمل.. ولا تقدم نماذج ايجابية للمرأة العاملة الناجحة التي بلغت أعلي الدرجات العلمية.. وفي الوقت ذاته حققت نجاحها كزوجة وأم.
لم تهتم الدراما بتقديم القدوة.. ولم تقدم عملاً يعزز الانتماء والعلاقات الأسرية والروابط العائلية.. وإنما قدمت صوراً ظالمة.. فالمرأة اما مريضة أو خائنة أو مجنونة.. وهذه ليست المرأة المصرية.. وحتي إذا وجدت بعض النماذج الشبيهة بذلك فهذا جزء وليس الكل.
وانتهت الدراسة إلي أن ما يقدم للناس في دراما رمضان وبرامج المقالب والإعلانات خطر ينبغي الحذر منه حتي لا يهدم المجتمع.
وفي تعليقها علي الدراسة قالت الدكتورة مايا إن المجلس القومي للمرأة لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الابتذال الفاحش والاسفاف وإهانة المرأة بما لا يتناسب مع القيم المصرية والانتهاك الصارخ للذوق والأخلاق.. وسوف نعمل علي وقف عرض هذه البذاءات.. والمطالبة بميثاق شرف للإعلان والإعلام والدراما حتي يعرف صناع العمل الفني أنهم يخاطبون عقول الملايين.. ولابد أن يكون لديهم رسالة هادفة.
هذه هي الرسالة التي أحببت أن يطلع عليها الأستاذ مكرم محمد أحمد وزملاؤه في الهيئة العليا للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام لعلهم يستطيعون إصلاح منظومة الإعلام التي يضج المجتمع بالشكوي منها.. أو علي الأقل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.