طارق مراد
دفاع الزمالك ومستقبل البطولات
صحيح أن الزمالك استفاد من خطأ أحمد عبدالفتاح حارس النادي المصري عندما ضرب لخمة في اخراج الكرة من منطقة الجزاء في الوقت الذي ضغط عليه شيكابالا الفهد الأسمر صاحب المهارات العالية جداً والخبرة الكبيرة ليخطف شيكا الكرة ببراعة ويسجل منها هدف التفوق للزمالك.. وإذا كان هدف الفوز للزمالك والذي حصد "3" نقاط غالية لم يأت من جملة تكتيكية وإنما بفضل خبرات ومهارات وقراءة شيكا للموقف وحسن توقعه بعين اللاعب الموهوب ولكن لابد أن نتفق أن الأهداف في كرة القدم تأتي إما عن طريق جمل وتحركات تكتيكية وجماعية لخلخلة دفاع المنافس.. أو باستغلال الأخطاء التي يرتكبها المدافعون مثلما فعل شيكا مع حارس المصري الصاعد صاحب الخبرة القليلة.. وأخيراً تسجل الأهداف عن طريق اللاعبين الموهوبين أصحاب المهارات الخاصة والقدرة علي الابتكار والابداع في الملعب.. وإذا كان هذا الواقع هو ما حدث في لقاء الزمالك والمصري والذي حقق فيه المارد الأبيض فوزه الثاني علي التوالي.. ليثبت علي أرض الواقع أن صحوته مستمرة وأنه في الطريق لاستعادة الثقة والهيبة.. والعروض القوية والمستوي اللائق بزمالك الأحلام كما يطلق عليه الخبراء بفضل ما يضمه من نخبة متميزة من اللاعبين الموهوبين أمثال شيكا وأيمن حفني ومصطفي فتحي ومحمد إبراهيم وباسم مرسي وطارق حامد وعلي جبر والحارسين أحمد الشناوي وجنش.. وهنا لابد أن نتفق أن أهم مكاسب الزمالك في مواجهة المصري الخطير والعنيد جداً أنها أثبتت أيضاً أن إيناسيو المدير الفني البرتغالي الجديد يسير بخطي ثابتة في تصحيح مسار الفريق وكان ذلك واضحاً في استعادة الفريق لصلابته الدفاعية بإعادة توظيف تمركز وتنظيم لاعبي الزمالك وكيفية غلق المنطقة الخطرة وتأمين العمق الدفاعي لمرماهم وذلك بالزام لاعبي خط الوسط بالقيام بأدوارهم الدفاعية كاملة دون نقصان سواء في الرقابة الفردية أو تضييق المساحات أمام هجوم الخصم وهذا التنظيم والالتزام الجماعي في الواجبات الدفاعية ونجاح الفريق في حماية مرماه من الإصابة بأهداف علي مدار مباراتين يعد بمثابة خطوة هامة ومصيرية في مستقبل الفريق ويستحق عليها إيناسيو أن نرفع له القبعة لأن كارثة الزمالك في المرحلة السابقة والتي شهدت تعرضه لأربع خسائر متتالية في مشهد لا يليق علي الاطلاق بالزمالك العملاق أحد قطبي الكرة المصرية ـ تلك كارثة ـ تمثلت في تراجع الأداء الدفاعي للفريق بشكل خطير فكان أشبه بشوارع مفتوحة يسهل اختراقها وزيارة شباكه ولعلنا نتفق أن تطور الكرة الحديثة يؤكد أن الفرق الأكثر صلابة وتنظيماً دفاعياً تكون دائماً الأقرب لتحقيق الانتصارات وحصد البطولات.. وبالتالي فإن إيناسيو البرتغالي أثبت أنه وضع يده علي الداء وبدأ في وضع الدواء وهو ما يعني أنه مدرب فاهم وصاحب خبرة ورؤية ويعرف كيف يمكنه النهوض بفريقه وتطويره إلي المستويات التي تؤهله لتحقيق طموحاته.. وإذا كنا نتفق أن المصري يضم واحداً من أقوي خطوط الهجوم في الدوري مع استحواذ لاعبيه علي الكرة في فترات عديدة غير أنهم فشلوا في تهديد مرمي أحمد الشناوي إلا أنه لم يختبر اختباراً حقيقياً وهو ما يعكس مدي تألق وصلابة دفاع الزمالك بل ونجح هجومه خاصة في الشوط الثاني في بناء فرص حقيقية رغم قلتها كان يمكن أن تنهي اللقاء لصالح الزمالك بثلاثية وأري أن إيناسيو مطالب في تلك المرحلة بزيادة التأكيد علي التكتيك الدفاعي حتي يصبح من سمات الأداء الجماعي التلقائي للاعبي الوسط والمدافعين للفريق وهذا أولاً وثانياً وثالثاً.. وبعد الاطمئنان علي تلك الخطوة الحيوية يمكن لإيناسيو العمل علي تطوير الشق والطرق الهجومية مستفيداً من أصحاب المهارات الخاصة ليجني ثمار خطوات الاصلاح استعداداً لتحقيق طموحات جماهيره في أفريقيا وكأس مصر.