المساء
سامى عبد الفتاح
دوري "حلال عليك"
تعمدت التأني في تناول قضية مباراة مصر الزمالك والمقاصة. التي لعبها المقاصة مع اتحاد الكرة والحكام في يوم. ولعبها الزمالك وادارته في يوم آخر. في واقعة هي الأندر في تاريخ كرة القدم. علي مستوي العالم كله. وتدل علي اننا نعيش بالفعل حالة فشل في ادارة منظومة الكرة. سواء علي مستوي اتحاد اللعبة أو الاندية. وهي حالة لا تبشر بأي خير.. ورغم أن اتحاد الكرة. أخذ قراره باعتبار الزمالك خاسرا. فهذه ليست القضية والمصيبة الثقيلة التي تندرت بها الدول من حولنا. وجعلتها اضحوكتها اليومية في تقاريرها التليفزيونية من القاهرة.. بتناول اندفاعات رئيس الزمالك. من ناحية. وبيانات اتحاد الكرة. من ناحية أخري. مما يؤكد أن الكرة المصرية أصبحت تدار بالبيانات والتصريحات التليفزيونية الساخنة. وكأننا في استعراض للقوة في حارة "حلال عليك". رغم انها مجرد مباراة. مثل غيرها. من الممكن أن يتم تأجيلها يوما أو تقديمها يوما. حسب الظروف التي يراها المسئولون عن ادارة المسابقة.. ولكن عندما نراجع التصريحات والبيانات. نجد أن هناك وعدا شفوياً لرئيس الزمالك. من مسئول في الاتحاد بتأجيل المباراة. وان قام بتسجيل المكالمة التليفونية التي تؤكد هذا الوعد. ثم اتفاق بين الزمالك والمقاصة علي طلب التأجيل. وفجأة يظهر خطاب يؤكد أن المباراة محدد لها يوم الأحد 16/4 ولكن الزمالك يصر علي اللعب 18/4. رغم انه مرتبط بمباراة أخري في اليوم التالي.. وبلغ بنا التهريج مبلغه بسيناريو المباراة التي ذهب اليها كل الأطراف. باستثناء أحد طرفيها. وبالمباراة التي لم يذهب إليها أحد إلي الطرف الغائب في الأولي.. فهل نحتاج هزلا أكثر من ذلك كي يضحك علينا العالم والعالمين.
المسألة لا تحتاج إلي تحليل عميق. لأن الجميع غارق في الأخطاء. سكرتير عام الاتحاد. الذي كان أضعف من الضعف في بداية الأزمة. وصدر لرئيس لجنة المسابقات المشكلة بكل تعقيداتها. وصولا إلي رئيس الاتحاد الذي اختفي في ظروف غامضة. وخاض معركته بالبيانات. وايضا رئيس الزمالك الذي يبدو وضع العقدة في المنشار. ورفض اللعب في اليوم الذي حددته لجنة المسابقات ووافق عليه الطرف الآخر. وأصر علي اللعب في يوم آخر من اختياره. وكأنه في مسابقة خاصة.. وبين هؤلاء وهؤلاء. نجد المتسببين في قرار التعديل. وعم برزنتيشن. التي حصلت علي حقوق النقل والبث التليفزيوني لمباراة المصري في الكونفدرالية. ولم تسع لذلك مبكرا حتي تستقر مع ادارة المصري علي الموعد المناسب. وبسبب تأخرها. تداخلت مواعيد مباراة المصري مع كمبالا سيتي. مع مباراتي الزمالك مع المقاصة. والأهلي مع أسوان.. وعما تحرك الجميع لفك الاشتباك. الذي جاء بسبب العشوائية. ووجدها رئيس الزمالك فرصة للعناد مع الشركة. لتصفية حسابات سابقة. وكسر عنق اتحاد الكرة. خاصة بعد واقعة التراجع عن الانسحاب في واقعة جهاد جريشة. وابتعاد فريق الزمالك عن المنافسة علي بطولة الدوري بسبب هزائمه الخمس.
أشياء سخيفة ولا تبشر بأي خير. تقتل المتعة التي ننتظرها في مشاهدة مباريات كرة القدم. وتجعل كل المساعي لعودة الجماهير إلي المدرجات مرة أخري. لا مبرر لها في ظل هذه الأجواء الفاشلة. ولنكتفي بالأحتشاد في المقاهي والكافيهات لمتابعة البارسا والريال. واللهث وراء أخبار ومباريات نجومنا المحترفين. الذين يعدون علي أصابع اليد الواحدة.. لقد قتلتم متعتنا مع سبق الأصرار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف