جلال دويدار
ملتقي دبي السياحي.. وتوقعات بموسم عربي ناجح
رغم التحرك الإيجابي الذي تشهده حركة السياحة الوافدة إلي مصر المحروسة الا أنها مازالت دون المستوي المطلوب الذي يمكن أن يعوض التراجع الهائل الذي شهدته وتشهده منذ يناير ٢٠١١. هذه الحالة المأساوية تضاعفت وتفاقمت بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في 31 أكتوبر ٢٠١٥. كان من نتيجته اصابة السياحة صناعة الامل بانحسار في اعدادها بلغ ما يزيد عن ٥٠٪ مما كانت عليه عام ٢٠١٠. هذه التطورات كان لها انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي مازالت مستمرة حتي الان. أن من أهم مظاهرها ما تعرضت لها الاستثمارات والمستثمرون في شرم الشيخ والبحر الأحمر من خسائر فادحة. تمثلت في اغلاق العشرات من المنشآت الفندقية وتسريح عمالتها.. كان من أخطر هذه التداعيات ما أصاب أوضاعنا الاقتصادية بشكل عام. تركز في انهيار قيمة الجنيه وما تولد عن ذلك من انفلات في الاسعار التي طالت كل الاحتياجات المعيشية وأدت إلي تعقيد ازمتنا الاقتصادية.
>>>
بحثا عن سبل للخروج من هذه الازمة التي اثبتت أهمية دور السياحة في تجنبها طوال سنوات ما قبل ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ كان لابد أن تتضافر الجهود لتعويض جانباً مما فقدناه. تجسد ذلك في التوجه إليالاسواق الأوروبية التقليدية التي لم تتأثر بقرارات حظر السفر إلي مصر التي اصدرتها كل من روسيا وبريطانيا ليدخل ضمن ذلك ايضا مزيد من تكثيف الاهتمام بالسوق العربي الذي تشاركنا شعوبه روابط الاخوة وهموم المشاكل التي تواجه المنطقة. في هذا الاطار جاءت مشاركة مصر في الملتقي العربي في دبي بوفد يمثل قطاع السياحة الذي يبحث عن كل وسيلة للانقاذ برئاسة يحيي راشد وزير السياحة. تركزت الاتصالات واللقاءات التي تم اجراؤها سواء مع منظمي الرحلات أو مع شركات الطيران العربية »العارض» والمنتظمة علي تكثيف رحلاتها وبرامجها المشتركة لزيارة مصر. صاحبت هذه المشاركة مواصلة حملات الترويج والتسويق التي تعتمد علي الارتباط النفسي والعاطفي والتاريخي للمواطن العربي بمقومات مصر المحروسة.
إن ما يزيد الامال والتطلعات في زيادة اعداد حركة السياحة العربية ما شهدته العام الماضي من ارتفاع في معدلاتها بشكل كبير خاصة من الاسواق الرئيسية التي تأتي في مقدمتها المملكة العربية السعودية. ان السائح العربي يتميز بعدة جوانب ايجابية عن السائح الاجنبي. لا يخفي أن انفاق السائح العربي الواحد يساوي علي الاقل من خمسة إلي عشرة أضعاف قيمة ما يمكن ان ينفقه سائح المجموعات الاجنبية. يضاف الي ذلك ان انفاق السائح العربي وفترة اقامته الطبيعية وارتباطه بالحياة المصرية تمتد أثار انفاقه إلي دائرة أوسع في المجتمع المصري سواء كان خدمات أو مشتريات.
>>>
هذه الحقائق التي يعلمها ويدركها قطاع كبير من المصريين ومنهم المهتمون بقطاع السياحة تدعمها بيانات واحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء الذي يقوم بدور هام وفاعل في دفع مسيرة التنمية في مصر. تقول الارقام التي لا تكذب أن هناك نسبة متزايدة وواعدة في عدد السياح العرب الذين زاروا مصر في الربع الأول من هذا العام ٢٠١٧. تقول احصائيات الجهاز المركزي ان عدد السياح العرب الذين وفدوا اليمصر في شهر يناير الماضي بلغوا 177541 ألف سائح بنسبة زيادة 43.6٪ عن نفس الشهر من العام السابق. احتل السياح السعوديون القمة بـ ٥٢٧٧٨ سائحا تليها ليبيا بـ ٢١٤٤٣ سائحا تليها الكويت بـ ٢٠٣٢٨ سائحا ثم الأردن ١٣٢٩٨ وتعود الطفرة في ارتفاع الاعداد في شهر يناير إلي ارتباطها بأجازات نصف السنة في المدارس. هذه المعدلات في الزيادة استمرت في شهر فبراير وان كانت بنسبة ٣٤٫٦٪ من الشهر المماثل في العام الماضي. ويعود النقص في النسبة عن شهر يناير نتيجة انخفاض عدد السياح السعوديين الذين بلغوا ٣٧٦٣٢ يليهم سياح ليبيا ٣٠٧١٦ ثم سياح الاردن ١٢٣٥١ بينما انخفض عدد سياح الكويت إلي ١٠٤١٤ سائحاً.
من المتوقع وعلي ضوء الجهود المبذولة في الملتقي العربي الذي افتتحه الشيخ محمد بن راشد رئيس وزراء الامارات وحاكم امارة دبي. بتأثير الاجازة الصيفية السنوية سوف تتضاعف هذه الاعداد في شهور ما بعد مايو القادم وهو ما يبشر بموسم سياحي عربي نشط بإذن الله.
وللحديث بقية: