معرفة الله.. هي البداية
"لا حول ولا قوة إلا بالله".. بتلك الكلمات لخص الرئيس عبدالفتاح السيسي إحساسه وإيمانه بأن الله ومعرفة الله هي البداية.
لم يقلها الرئيس صراحة لكنه كان أكثر صراحة ووضوحاً وهو يصارح الشعب بالواقع.. وبرغم مرارة المصارحة كان أكثر تفاؤلاً بالغد.. قالها بوضوح شديد للشباب "ماتخافوش من بكرة".
قناعتي الشخصية أن البداية هي في معرفة الله سبحانه وتعالي.. نحن في أمس الحاجة لنعرف الله وسط ضجيج الحياة ومصاعبها ومشاكلها وما يقال هنا وهناك.
البداية من هنا.. في معرفة الله سبحانه وتعالي وهو أقرب إلينا من حبل الوريد.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا سلطان ولا مال ولا قوة عالمية.. ولا محاولات تخريبية يمكنها أن تهزم شعباً يعرف الله ويستعين بالله ويؤمن إيماناً كاملاً بأن الله وحده هو القادر الجبار المتكبر المهيمن العزيز الرحمن الرحيم.. سبحانه له الأسماء الحسني.
لا نخشي ذوي السلطان ما دام سلطان الله باق وسلطان الله لا ينفد.. ولا نخشي فقراً ما دامت خزائنه مفتوحة وعطاء الله لا ينفد المهم أن نعرف الله.. ونعرف أنه قريب منا إذا دعوناه.
كلنا نخطيء.. لكن باب المغفرة مفتوح علي مصراعيه وباب التوبة لم يغلق مادمت تقول: يارب.
إذا عرفنا الله حقاً.. كان من السهل أن نواجه أنفسنا بهذا الشكل الرائع الذي واجه به الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه وشعبه من السهل أن نبدأ معركة "الوعي" وما أدراك ما معركة الوعي.. إنها المعركة الأساسية التي نخسرها دوما بفعل أهل الشر.. وأهل المصالح الضيقة..!!
الوعي بالأزمة وبالواقع وبالمستقبل.. ضرورة وهي ليست مهمة الإعلام وحده.. بل مهمة المسئولين أولاً.. لأن غياب المصارحة وغياب المعلومة هي بداية الخلل الإعلامي.. وبالتالي تزييف الوعي.. لقد كان السيسي رائعاً وهو يواجهنا بأزمة الـ 5.1 مليون فدان معلومات الزراعة والري المتناقضة وكان أكثر روعة وهو يصارحنا بأن هذا مرض أصاب مؤسسات الدولة.. وأعتقد أن الرئيس يعي جيداً أن هذا المرض بفعل فاعل في سنوات الخداع التي سبقت ثورة يناير وخداع الوعي في يناير وما بعده.. لذلك كانت المصارحة والمواجهة مؤلمة.. لأنها تأخرت كثيراً.
معرفة الله حقاً.. تقودنا إلي النصر في كل المعارك.. لأن الوعي سلاح المعرفة بالله والشرف والإخلاص والعمل والصدق والأمانة أدوات تلك المعرفة وآليات العطاء الإلهي بهذه المعرفة.. فمن يعرف الله يعرف أن العمل هو العطاء الإلهي وأن من رزقه الله العمل فقد منحه هبة في هذه الدنيا وسعادة في الآخرة إذا أحسن وأخلص وكان صادقاً أميناً في هذا العمل.
معرفة الله حقاً.. تقودنا إلي المواجهة الشريفة والصادقة مع النفس.. وإذا انتصرنا في هذه المواجهة.. سننتصر في كل المعارك التالية التي سنخوضها بإيمان وثقة.
إذا عرفنا الله حقاً.. سنعرف معني الثأر لمصر العظيمة كما شرح الرئيس السيسي لأن الثأر الحقيقي بالعطاء والعمل والاخلاص لتصبح مصر ــ كما كانت ــ أم الدنيا وتظل عظيمة وكبيرة وقادرة.. هذا هو الثأر الحقيقي.. لأن من يعرف الله حقاً يعرف أن الله خلقنا لنعمر هذه الأرض بشرف "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة".. ولعلنا نعود إلي سيرة الحبيب المصطفي لنشاهد كيف أنه عليه الصلاة والسلام اختار أن يجمع الحطب عندما قرر الصحابة أن يعملوا وقسموا الأعمال بينهم.. لكنه صلي الله عليه وسلم وجد أن أحداً لم يختر جمع الحطب فأبي أن يظل بلا عمل واختار تلك المهمة الصعبة..!!!
من يعرف الله حقاً سيهتم بالوعي وضبط حالة الوعي لدي الشارع وسيساهم بإيجابية لا أن يخرب بشائعات وأكاذيب تهدد السلم الاجتماعي.
من يعرف الله حقاً سيساهم بفكره ورؤياه في بناء مصر وسيعمل قدر طاقته بإخلاص وشرف وأمانة.. ويتحمل ويصبر ويساهم في عملية الإصلاح الضرورية.
من يعرف الله حقاً.. سيحسن الظن بالله.. ويقول سبحانه وتعالي في الحديث القدسي "أنا عند حُسن ظن عبدي بي" وفي حديث قدسي آخر "أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما شاء".. ولأن الله سبحانه وتعالي أرحم منا من رحمة الأم بوليدها ــ كما صور لنا رسولنا الكريم هذه الصورة ــ فعلينا أن نعي أن رحمة الله وسعت كل شيء.. وأن الله قابل التوب غافر الذنب.. عظيم العطاء.. وأنه سبحانه وتعالي أمرنا بأن ندعوه ووعدنا بالاستجابة "ادعوني استجب لكم".. "فاذكروني أذكركم".. و"لئن شكرتم لأزيدنكم".
إن الله سبحانه وتعالي هو اللطيف.. بنا.. الخبير العليم بضعفنا "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" إنه الودود.. ذو الجلال والإكرام.. اللطيف.. المنان الحنون.. الرحيم.. المجيب.. الجبار.. المهيمن العزيز.. إنه القريب منا "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي" اشترط الله الاستجابة له.. وكيف تكون تلك الاستجابة؟
إنها هي دعوة الله لنا بالإيمان والعمل.. ودعوة الحبيب المصطفي لنا بالإيمان والعمل.. وقوله سبحانه وتعالي في القرآن عشرات المرات "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات".. إيمان وعمل.. وهو نفسه ما أكد عليه الرئيس السيسي أمس.. الإيمان والعمل.. ومن الإيمان الثقة في الله والوعي بالله وبعطاء الله.. والواقع الذي نعيشه.. والعمل تطلب الإخلاص والأمانة والصدق والتحمل والصبر والعطاء..!!
.. معرفة الله.. هي البداية.. وتلك مهمة أهل العلم.. وهي ليست مهمة صعبة لو يعلمون!!!
رسائل إلي الرئيس
.. كلمات الرئيس السيسي أمس إلي الشباب حملت رسائل واضحة وصريحة وصادقة إلي الشعب كله.. ورداً علي تلك الرسائل المهمة أتمني أن تصل تلك الردود في رسائل إلي الرئيس.
.. الرسالة الأولي : سيادة الرئيس رسالتك للشعب وصلت.. وأعتقد أن معظم الشعب فهم الرسالة جيداً ويثق في صراحتك وصدقك وعطائك الرسالة وصلت.. وردها : نحن معك.. والله أولا معنا ومعك ومع بلدنا إن شاء الله.
الرسالة الثانية : سنعبر معك وليس لمدة عام كما حملتها رسالتك.. بل سنعبر معك هذا العام الصعب.. لنجني معك وبك وبرعاية الله قبل كل شيء نتائج وآثار هذا الصبر وهذا العطاء في مدة رئاسية ثانية.. فالشعب الذي اختارك بإرادته وفوضك قبل أن تكون رئيساً يثق بك ويثق بصدقك وانك لا ترجو إلا الله والصدق مع الله قبل كل شيء.. نحن معك..!!
الرسالة الثالثة : المصارحة والمواجهة في الإصلاح ضرورة وقد فعلتها أمس يا سيادة الرئيس فهل يمكن أن تفعلها الحكومة أيضاً وتكون علي نفس القدرة في تحمل المسئولية والمواجهة؟
الرسالة الرابعة : نحن نعي رسالتك في الخلل الاستراتيجي بالمنطقة ونعي جيداً أن ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن ليس بعيداً عنا.. ونعي أن مواجهة المؤامرة لن تنجح إلا بالعمل.. والعمل الشاق.. المهم أن يكون هناك خطة استراتيجية علي كل الجبهات وكل الجهات التي نستطيع أن نوفر العمل.. ونحقق الانجاز.. وتلك مهمة صعبة في حاجة إلي متابعة ومواجهة مع الجميع..!!
الرسالة الخامسة : قلت يا سيادة الرئيس "اقبلوا اعتذاري لأني حاولت الاصلاح".. ونحن نرفض أن تعتذر لأننا معك في معركة الاصلاح.. ولا نريد اعتذاراً بل نريد أن نقف معك ونؤازرك.. الشعب معك.. ولكن بعض الجهات الحكومية وحولك لم تصلها الرسالة ونتمني لو تكون هذه الرسائل قد وصلت!!
الرسالة السادسة : كما قلت عن الرئيس السادات في معركة السلام نقولها لك الآن في معركة الاصلاح.. وسيكتب التاريخ أن عبدالناصر قاد معركة الكرامة والقومية العربية وأن السادات قاد معركة السلام والبناء.. وأن السيسي قاد معركة الاصلاح والحرب ضد المؤامرة الكبري علي المنطقة.
الرسالة السابعة : ثق في الله وتأكد أن الشعب معك.. المهم أن تعي الحكومة وتشعر بآلام الغلابة.. نحن مقبلون علي رمضان وعلي الصيف ليتهم يهتمون بالغلابة وأصحاب المعاشات.. وضبط الأسواق.. والأسعار.. وعدم زيادة فواتير الخدمات خاصة الكهرباء في المرحلة المقبلة..!
همس الروح
.. الثقة بالله هي بداية المعرفة به سبحانه وتعالي.
.. من عرف الله حقاً لا ييأس مهما كانت أخطاؤه وسيئاته.. فالله أرحم الراحمين.. عفو كريم يحب العفو.
.. بداية الطريق أن تعرف الله.. وبداية النجاح معرفة الله.. وبداية النصر.. بل كل النصر من الله.