فى صباح الأربعاء 11 يونيو 2014 وفى اليوم التالى لتنصيبه، فوجئ المسئولون عن مستشفى الحلمية العسكرى بالرئيس السيسى يحمل زهوراً ويقصد غرفة الفتاة التى تعرضت لتحرش تحول بفعل مقاومتها إلى عدوان وحشى عليها، وفى غرفتها صافح أسرتها وقدم اعتذاراً للفتاة ولأسرتها ولكل سيدات مصر..
مظاهرات خرجت رفضاً لدفن طبيبة ماتت ضحية للكورونا، ماتت دفاعاً عن حياة المتظاهرين!!، مشهد برغم مأساويته إلا أنه ينتمى للكوميديا السوداء، فهؤلاء المذعورون من جثة الطبيبة الموضوعة داخل صندوق، هم أنفسهم الذين تجمعوا متلاصقين بالآلاف فى أكبر حفل جماعى لعدوى الكورونا!!
ظاهرة لافتة ارتبطت بالتفاعل البشرى مع جائحة كورونا. فقد لجأت بعض الدول إلى السطو على المعونات الطبية الموجهة إلى دول أخرى واحتجزتها لنفسها. قبل أيام ذكرت وسائل إعلام إيطالية أن الصين تبرعت بأقنعة لإيطاليا للمساعدة فى مكافحة فيروس كورونا، ل
بناء الطب الحديث يقوم على عمود أساسى بدونه ينهار المعنى والمبنى، هذا العمود اسمه الطب القائم على الدليل، وخطوات اكتشاف واختراع الدواء صارت لها قواعد صارمة ومنضبطة حتى يضمن العلماء الدقة والأمان،
لم تنتظر «الدروشة المسيسة» طويلاً لتكشف أنها الوجه الآخر لفيروس «كورونا».. وأننا لا نحارب وباء جائحاً بالعلم فحسب، بل إننا نتصدى لمروجى «الخرافة» ومحترفى خلق الأزمات، ومستثمرى الضعف الإنسانى لتكريس «الهوس الدينى» ليسيطر على العقل الجمعى فنصبح مجرد خراف فى قطيع تحرضه «جماعة إرهابية» توظف الدين لإفشال الدولة.
لا يمكن لأحد أن يُنكر براعتنا الفطرية فى الكلام، حتى إن لغتنا تحتفى بذلك وتسميه؛ «تحدث، وتكلم، وخطابة» وغيرها من المصطلحات التى تشرح فعل النطق. و«جهاز النطق الإنسانى»
إلامَ ترجع الدقة فى تنفيذ التعهدات والاتفاقات والعقود فى التعامل المادى بين الناس؟ وهل ترجع إلى أساس أخلاقى أو دينى مما تحث عليه الأخلاق والأديان، أم أن الغرض المطلوب من هذه الدقة هو ضمان استمرار التعامل وانتظامه والحد من احتمالاته ومخاطره؟
«.... مات حبيبكم ودفناه بمعرفتنا، فى مقبرة جماعية.. البقية فى حياتكم إن كان لكم فى العمر بقية..» يا إلهى.. هل يحملونه علينا كما حملوه على غيرنا خبر الموت، فلا يعرفون لنا مستقراً أو مقاماً؟ وهل نصعد إلى بارئنا كما صعدوا دون نحيب أو عويل أو حتى بكاء ساكت صامت؟