الأهرام
منى ابو سمرة
قائدنا‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬عربى
هذه هي الشخصية القيادية العربية، خلال العقود الأخيرة، التي تعتبر رمزا لكل العرب، رمزا للبناء، والتطور، واستشراف المستقبل، شخصية تغار علي العرب، وتريد لهم، ان ينهضوا مجددا، وان يستدعوا حضارتهم بروح متجددة، عبورا نحو مستقبل مختلف، شخصية، باتت في كل بيت عربي، قدوة، يتم تتبعها، من مئات ملايين العرب.

لم يستأثر سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بتجربة الامارات، بل أراد لها، ان تمتد الي كل مكان، وقد كان بالإمكان ان تبقي قصتنا إماراتية، وحسب، لكنه أبي ذلك، ويريد لكل العالم العربي، ان ينهض، ويتطور، ويرفع عنه أثقال المواجهات وإضاعة الوقت في الصراعات، نحو رؤية واقعية، تفهم الكيفية التي ينطلق بها العالم بهذه السرعة.

في تصريحات كثيرة حض الشيخ محمد العرب علي ان ينهضوا مجددا، بلغة عصرية، تؤمن بعروبتها، مثلما ان هذه اللغة يفهمها العالم، أيضا، وإذا عدنا الي آخر مبادراته، من مبادرة صانع الامل، مرورا بتحدي الترجمة، وصولا الي تحدي القراءة العربي، لاكتشفنا ان كل هذه المبادرات موجهة الي العرب، فهو يؤمن أولا بقدرة الانسان العربي، ويريد تحفيزه، وحضه علي الوقوف مجددا، فهو مؤهل وقادر، لكنه بحاجة الي القوة التي تحرك مكامن الابداع فيه.

حين نقول ان الشيخ محمد بن راشد، بات في كل بيت عربي، فهذا لا يأتي مجاملة، فهذا واقع، يصدقه أيضا، تتبع الحكومات العربية لنموذج الامارات، في محاولة لتكراره، لكن السر في هذا النموذج يعود الي اعتبارات مهمة، أولها طبيعة القيادة، ورؤيتها، وثانيها التركيز علي الانسان، باعتباره صانع التغيير، إضافة الي الواقعية والمنطقية، في التفكير والشعارات.

امس تم تتويج الفائزين في تحدي القراءة العربي، في دورته الثانية، وعاما بعد عام يستقطب هذا التحدي اعدادا كبيرة، من ملايين العرب الذين يقرأون، والشيخ محمد بين راشد هنا، لا يشجع هؤلاء، علي القراءة، لأجل جائزة، بقدر قوله إن التعليم والقراءة والانفتاح علي الثقافات، وسائل تغيير جذرية، ولا غرابة ان نجد ان الأمم المتقدمة، تقرأ ساعات طويلة علي مستوي الفرد، سنويا، فيما متوسط القراءة العربي كان منخفضا، ومرشحا للارتفاع بإذن الله، في ظل الصناعة الجديدة للإنسان العربي، التي بات مركزها في الامارات، وبرعاية من قيادتنا.

هذا كله يصنع مناخات إيجابية، في العالم العربي، اذ بدلا من ضياع عمر الانسان العربي، في الصراعات، والشعارات الحزبية، وتبديد موارده المالية، دون جدوي، وما نراه من ضياع أجيال كاملة، تحت عناوين مختلفة، فإن الشيخ محمد بن راشد، يقول لكل العرب، ان الوقت لم يعد متأخرا، ولايزال هناك امل في النهضة. وقد قال في تغريدات له أمس «هناك قوة في الحرف والكتاب، قوة في كلمة اقرأ، قوة تصنع الحضارة، وعندما يجتمع 7 ملايين عربي، في مشروع واحد نعرف اننا في الطريق الصحيح، فخور بنجاح تحدي القراءة العربي، واعلنا تحويله لتحد عالمي، وندعو الجاليات العربية، في المهاجر، وفي كل بقعة للانضمام لمسيرة القراءة العربية».

لقد دفعنا كعرب كلفة هدر حياتنا، دون جدوي، وليس ادل علي ذلك، من انتشار الامية، وعدم الاتصال بثقافات الاخرين، والانغلاق تحت وطأة الشعارات والاوهام، وعدم سعي أحد لإيقاظ البنية العربية من غفوتها.

لن نجد قائدا عظيما بهذه المواصفات، قائدا يؤمن بالعرب، ويريد ان تمتد تجربة الامارات، الروح التي تحرك كل هذه الأجيال، الي كل مكان، لا يريد سوي ان يراهم في طليعة الأمم، مثلما هو تاريخهم، وقد بات اليوم، كما اشرت، رمزا عربيا، للشعوب والدول، حين يرون كيف ان هذا القائد اختار ان يكون رمزا للنهضة.

تحدي القراءة العربي، يبث الطاقة الإيجابية في كل انسان عربي، طاقة سوف تمتد، يوما بعد يوم، وسيشهد التاريخ يوما، ان الامارات، لم تصمت امام الحال العربي، بل انارت الطريق للعرب، وسط ظلمتهم، وحضت كل واحد فيهم، ان يكون سراجا وهاجاً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف