فيتو
رمضان البية
أفيقوا أمة الإسلام
جاء في هدي النبي الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام أنه قال: "تركت فيكم ما ٱن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"، في هذا الحديث النبوي الطيب المبارك أشار الرسول الكريم إلى السبيل إلى الهداية والنجاة والرشاد والسلامة في الدنيا والآخرة والسعادة فيهما، وهو التمسك بما جاء في كتاب الله تعالى والاستقامة على منهجه القويم والامتثال لأمره وإقامة حدوده وأحكامه، وإتباع هديه القويم والتمسك بسنته الرشيدة..

ومما لا ريب فيه أن الإستقامة على شريعة الله تعالى هي السبيل إلى السلامة والسعادة والنجاة، هذا ويجب أن نقر أن الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام قد ترجم لنا أخلاق منهج الإسلام قولا وعملا وسلوكا وحالا، وقد كان عليه الصلاة والسلام كما وصفته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها: "كان خلقه القرآن"، وكما وصفه صحابته رضي الله عنهم: "كان قرآنا يمشي على الأرض".

هذا ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لم يترك لنا كبيرة ولا صغيرة تقربنا إلى الله تعالى وتقيمنا في أسباب العزة والقوة والسعادة في الدنيا والفوز والنجاة في الآخرة إلا وقد دلنا عليها، وأمرنا بها وكان فاعلا لها من قبل ذلك، وكذلك لم يترك لنا كبيرة ولا صغيرة تباعد بيننا وبين الله تعالى، وتقيمنا في البؤس والشقاء والمعاناة في الدنيا والآخرة ٱلا وقد بينها لنا ونهانا عنها، وكان منتهيا عنها من قبل ذلك، ومن هنا ومن أجل ذلك نشهد له عليه الصلاة والسلام أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وكشف الغمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك..

فاللهم جازه عنا وعن الأمة خير ماجازيت نبيا ورسولا عن أمته، هذا وإذا نظرنا إلى حال الأمة الإسلامية في صدر الإسلام وخاصة في القرون الثلاثة الأول، وما كانت عليه من قوة وعظمة وعزة وكرامة وغلبة ومنعة وريادة وسيادة وهيمنة، وبحثنا عن سر وسبب ذلك لوجدنا السر والسبب كان في تمسكهم بهدى الحبيب صلى الله عليه وسلم واستقامتهم على منهج الله القويم وشريعته الغراء، التي حوت بين طياتها كل الفضائل والمكارم والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة، وكل ما يسمو بنا ويقيمنا في العز والعزة والرفعة والرقي والتقدم والسيادة والريادة ونصرتهم لدين الله تعالى..

وإخلاصهم في إقبالهم على ربهم عزوجل وصدق حالهم مع الرسول الكريم وطاعته وإتباعه، نعم، لقد أقاموا حدود الله والتزموا بتعاليم كتابه الكريم، وكان هواهم تبعا لما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لقد أحبوا الله ورسوله وأطاعوا الله ورسوله ولم تتعلق قلوبهم بشيء من الدنيا وكانوا أزهد الناس فيها، ولم ينقادوا خلف الأهواء والشهوات، ولم يكن لهم مطامع، وكان همهم الأكبر مرضاة الله ورسوله وإعلاء كلمة الله وإقامة خلافة الله في الأرض كما أرادها الله عز وجل..

فأقاموا العدل بين الناس ونشروا الرحمة الإلهية وعملوا في عمارة الأرض وإصلاحها، نصروا دين الله فنصرهم الله وأيديهم بتأييده وأعزوا أمر الله وأقاموا حدوده فأعزهم الله وأقامهم على البلاد والعباد، لقد خافوا الله وخشوه تعالى بالغيب، فأمنهم الله وأخاف منهم كل شيء، وجعل لهم هيبة في قلوب الخلق ومخافة وتعظيما..

من هنا كانت لهم العزة والقوة والغلبة والمنعة، وكان يعمل لهم أعداؤهم ألف حساب، هذا وإذا نظرنا الآن إلى ما آل إليه حال الأمة من ضعف وفرقة وشتات ومذلة وهوان ومهانة وتخاذل واستهانة ومن سيئ إلى أسوأ، وإذا بحثنا عن سبب ذلك التحول إلى النقيض تماما لما كانت علية الأمة في صدر الإسلام نجد، الإجابة ببساطة شديدة هو لابتعادنا عن شريعة الله تعالى وهدي نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم..

لقد نسينا الله فإنسانا أنفسنا، لقد تركنا كتاب الله وراء ظهورنا وتجاهلنا سنة النبي وهديه القويم، لقد تحكمت فينا الأهواء والشهوات وحب الدنيا وتكالبنا عليها، السؤال هنا، متى نفيق ونعود إلى هدي الحبيب ونتمسك بكتاب الله تعالى وسنة الحبيب عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام، ياسادة إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وفي الختام اللهم ردنا إليك ردا جميلا، وخذ بأيدينا وأعدنا إلى منهج ديننا الحنيف إنك على كل شيء قدير نعم المولى ونعم النصير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف