المصريون
احمد زكريا عبد اللطيف
الشيخ المنشاوي عندما يقرأ القلب!
صوت كلما سمعناه رقت قلوبنا ،وحنت نفوسنا للجيل الأول من هذه الأمة،تربينا على صوته،وأحببنا القرآن بسببه،وارتبطنا بالمذياع لأجله.
ما أن يهل رمضان علينا إلا وصوت المنشاوي حاديا له،ودليلا عليه.
أحبه العلماء والبسطاء على السواء،نشأت في أسرة تعشق صوته،وتنتظر تلاواته،فقد كان أبي رحمه الله مغرما بشيوخ القرآن الكبار ومن بينهم الصوت الباكي المنشاوي،فكنا ننتظر ختمته المرتلة ،ونسعد بسهراته،فكان صوته بهجة وسعادة وبخاصة في مغرب وليالي رمضان.
ولما سئل الشيخ الشعراوي عن رأيه في صوت المنشاوي، قال: من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت المنشاوي. إنه ورفاقه الأربعة (مصطفى إسماعيل، وعبد الباسط، والبنَّا، والحصري) يركبون مركباً، ويُبحرون في بحار القرآن الزاخرة، ولنْ يتوقف هذا المركب عن الإبحار حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وقال عنه الشيخ ابن باز: إنه الصوت الذي لا يمل سماعه.
و كان الشيخ الألباني يبكي عند الاستماع إلى الشيخ المنشاوي .
والشيخ أبو إسحاق الحويني يقول :أنا أرى في اعتقادي الشخصي انه لم يقرأ القرآن أحد مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي في عذوبة الأداء وانضباط القواعد.
وقال عنه الدكتور عمر عبد الكافي :الشيخ المنشاوي أنا أقدمه طول عمري على كل المقرئين فالشيخ المنشاوي يقرأ القرآن من داخل قلبه فإذا كان أبو موسى الأشعري أوتي مزمارا من مزامير آل داود فهكذا أرى فضيلة الشيخ المنشاوي.
فقد كان حنونا في قراءته يقرأ وكأنما يفسر، وقد كنت صغيرا وأفهم القرآن من خلال قراءته.
ولد الشيخ المنشاوي في 20 يناير 1920م ورحل عن دنيانا 20يونيو 1969, وما بين مولده ورحيله قصص وأحداث.
فقد نشأ في أسرة معظم قرائها من حملة القرآن, حيث حفظ القرآن الكريم وعمره أحد عشر عاماً على يد الشيخ محمد النمكي قبل أن يدرس أحكام التلاوة على يد الشيخ محمد أبي العلا والشيخ محمد سعودي بالقاهرة وقد زار الشيخ المنشاوي العديد من البلاد العربية والإسلامية وحظي بتكريم بعضها, حيث منحته إندونيسيا وساماً رفيعاً في منتصف الخمسينيات كما حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية من سوريا عام 1965م, وزار باكستان والأردن وليبيا والجزائر والكويت والعراق والسعودية وقد ترك الشيخ أكثر من مائة وخمسين تسجيلاً بإذاعة جمهورية مصر العربية والإذاعات الأخرى , كما سجل ختمة قرآنية مرتلة كاملة تذاع بإذاعة القرآن الكريم .
وقد ورث الشيخ المنشاوي حلاوة الصوت من أبيه, وكذلك التفرد في التلاوة والأستاذية في الأحكام, فقد كان الشيخ صديق صاحب حنجرة ذهبية توارثها أبناؤه محمد ومحمود.
عزة الشيخ في مواجهة الحكام:
فقد رفض المنشاوي الدعوة التي وجهها إليه أحد الوزراء لحضور حفلا يحضره جمال عبدالناصر حيث قال له الوزير: سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفل يحضره الرئيس عبد الناصر ففاجأه الشيخ محمد صديق بقوله: "ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي؟"، ورفض أن يلبي الدعوة قائلاً:"لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إلي أسوأ رسله".
مشواره مع الإذاعة:
جاءت بداية الشيخ المنشاوي متأخرة بعض الشيء وحدث ذلك أثناء شهر رمضان عام 1953م ،وبدأ المشوار الذهبي لهذا الصوت الرائع الذي فسر القرآن بسلاسل صوته الذهبية،وأقبل عليه جميع المسلمين على وجه الأرض فرحم الله الشيخ،ونفعنا بصوته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف