اللواء الاسلامى
محمد داود
اماطة الأذى - العاشر من رمضان وخير اجناد الأرض
• شهر رمضان شهر الأمجاد الخالدة فى تاريخ الأمة الاسلامية بداية من غزوة بدر وفتح مكة وحتى العاشر من رمضان ( السادس من أكتوبر ) حيث حقق الله نصرا غاليا للأمة على يد خير أجناد الأرض ، جنود مصر ، كما وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم : اذا فتح الله عليكم مصر ، فاتخذوا منها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض .
• وللأمة فى العاشر من رمضان دروس غالية وقيم عالية ، أولها :
- درس التضحية والفداء : لقد شارك فى التضحية مع الجنود هذا الشعب العظيم الذى آثر الكرامة على غذائه ومرافقه ، أيقن أن أبناءه الجنود يضحون بأرواحهم ، فلا أقل من أن نضحى معهم بأموالنا وراحتنا .. والنبى صلى الله عليه وسلم دعانا الى هذه المشاركة والفداء .. قال صلى الله عليه وسلم : من جهز غازيا فى سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازيا فى أهله بخير فقد غزا .
- ثانى الدروس : درس الاعداد والمثابرة ، فلم يدخر خير أجناد الأرض وسعا ولا طاقة فى التدريب والمثابرة ، عملا بقولة تعالى : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " ( الأنفال : 60 ) ، وأتقنوا تدريبهم فكانت المكافأة من الله لهم وأيدهم بنصره وتوفيقه ورفع ذكرهم فى تاريخ الأمجاد والأمم ، وجعلهم مضربا للمثل فى الشجاعة والاقدام .
- ثالث الدروس : درس التوكل على الله تعالى ، فان الله لا ينال ما عنده الا بطاعته ، ولقد كان للتوجيه المعنوى وتركيزه على عنصر الايمان والاستعانة بالله والتوكل على الله أبلغ الأثر فى هذا الدعم المعنوى والروح القتالية التى تمتع بها خير أجناد الأرض ، جنود مصر البواسل ، ومن أول لحظات المعركة كانت صيحة العبور " الله أكبر " بشارة بمدد الله وتوفيقه ونصره .
- رابع الدروس : أن الايمان والمثابرة والمرابطة تحول المستحيل الى أمر ميسور ، فأمام أسطورة القوة التى لا تقهر وخط بارليف وحصون اليهود وتحذير الخبراء العسكريين من العبور ، أمام كل هذه المحاذير وتلك العقبات الكئود لم تضعف عزيمة خير أجناد الأرض ، ان الايمان يصنع بالنفوس المعجزات .
• والمعركة لم تنته بعد ، بل ان المواجهة اشتدت وأصبحت لاهية على كل المحاور عسكرية وسياسية واعلامية واقتصادية .. ومطلوب من الأمة أن تواجه هذه الظروف القاسية بروح العاشر من رمضان .. فما أشبه الليلة بالبارحة ، وتحية اجلال لروح شهدائنا الأبرار الذين كانت دماؤهم تسيل فداء لكرامة شعب وأمة ، وذكرهم عند الله يبقى فى أنوار الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .
والله المستعان
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف