الصباح
وائل لطفى
مسئولو حملة «أخلاقنا» بدأوا الحملة بالكذب:عمرو خالد.. الانتهازى الذى سيُعلم المصريين الأخلاق
>>خالد كان عضوًا فى الفريق الانتخابى لمأمون الهضيبى ثم أنكر علاقته بالجماعة بحثًا عن مصلحته
>>المخابرات البريطانية أعلنت رعايتها له كداعية معتدل يحارب الإرهاب والتطرف
>>حصل على 47 مليون جنيه إسترلينى من الخارجية البريطانية لجمعية «صُناع الحياة» ثم ترك الجمعية ولم نعرف مصير التمويل
>>كان شريكًا لابن شقيقه رئيس مباحث أمن الدولة ثم نزل ميدان التحرير ليحتفل بنجاح ثورة يناير

أول دليل على أن حملة «أخلاقنا» بدأت بداية خاطئة هو أنها تكذب.. وثانى دليل على أنها حملة مصطنعة لا تعرف ما تريد هو أنها اختارت شخصًا مثل عمرو خالد ليكون أمينًا عامًا لها.
لم يتوقع مسئولو الحملة ردود الأفعال الغاضبة على اختيار شخص مثل عمرو خالد ليكون رمزًا للأخلاق فى مصر.
ردود الفعل كانت مؤشرًا على أن الناس سئمت من الأكاذيب، والوجوه القديمة.. وأنه من الصعب جدًا بعد ثورتين أن نخرج نفس الطعام القديم والفاسد من الثلاجة ونجبر على ابتلاعه من جديد.. لأن المسئولين عن حملة الأخلاق ليس لديهم تصور ولا رؤية ولا يفهمون أصلًا ما الذى تريده الدولة.. والمجتمع من حملة تهدف لإعادة إحياء الأخلاق.
>>كذب مسئولو حملة «أخلاقنا» بعد أن فوجئوا بردود الفعل الغاضبة على وجود شخص مثل عمرو خالد على رأس الحملة. وبعد أن نقلت شخصيات مدعوة للمشاركة فى الحملة وجهات نظر ومبررات المعترضين لوزير الشباب والرياضة.. لم يقدم المسئول حلًا جذريًا.. لم يعترف بالخطأ.
حاول المداراة.. تم إخفاء عمرو خالد فى يوم إطلاق الحملة.. كان موجودًا لكنه لم يتحدث، أطلق المسئولون عن الحملة شائعة تقول إنه سيتم تنحيته.. لكنه خرج بعدها بيوم واحد ليقول إنه مستمر فى الحملة مع صياغات ركيكة ولزجة عن الدور الذى يريد أن يقوم به.. وتساؤلات مخادعة تقول إنه لا يعرف سر الهجوم الذى يتعرض له.
كذب المسئولون عن حملة «أخلاقنا» منذ البداية، وكان هذا أكبر دليل على أن «باب النجار مخلع».. وأن من يمارسون الكذب والمداراة لا يصلحون لكى يُعلموا الناس الأخلاق.
>>
ثانى دليل على أن المسئولين عن حملة «أخلاقنا» بدأوا بداية خاطئة.. هو أنهم اختاروا انتهازيًا كاذبًا ليُعلم الناس الأخلاق.. كيف يُعلم شخص انتهازى المصريين الأخلاق.
ليس عيبًا أن يكون عمرو خالد عضوًا فى الإخوان المسلمين، هناك آلاف غيره بدأوا فى الإخوان المسلمين ثم تركوا الجماعة.. أو أكملوا طريقهم معها.. هم أحرار.
العيب أن يكون داعية الأخلاق انتهازيًا كاذبًا.. ينكر علاقته بالجماعة حين يكون ذلك فى مصلحته.. ويستدعى علاقته بها حين يكون ذلك فى مصلحته.. هذا شخص غير جدير بالاحترام.. وهو الآن فى مرحلة إنكار علاقته بالجماعة.. ويشهد الله أنه كاذب أثيم.
وإليكم هذه الحقائق الموثقة والتى أتحدى عمرو خالد أن ينكرها أو يكذبها..
عمرو خالد كان قياديًا إخوانيًا فى جامعة القاهرة بل إنه فى عام 1988 كان رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة على قائمة الجماعة الإسلامية، التى هى الجناح الطلابى لجماعة الإخوان المسلمين.. وقد سجلت شهادات عدد من زملاء عمرو خالد فى جماعة الإخوان وقتها ونشرتها فى مجلة روزاليوسف، كان من أبرزهم المحامى المعروف عصام سلطان، والذى كان منشقًا عن جماعة الإخوان وقتها.
>>لم يكن عمرو خالد فقط قياديًا طلابيًا فى الجامعة يلقى درسًا فى يوم الثلاثاء من كل أسبوع إحياء لسُنة مؤسس الجماعة حسن البنا صاحب لقاء الثلاثاء بأعضاء الجماعة.. لكنه كان أيضًا مسئولًا عن الحملة الانتخابية للمستشار مأمون الهضيبى الذى ترشح على مقعد دائرة الدقى فى انتخابات 1987.. ثم صار فيما بعد مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين.
>>كانت شُعبة الجماعة فى الدقى تضم إلى جوار عمرو خالد محاميًا وداعية.. صار شهيرًا جدًا فيما بعد، وأسس واحدة من أهم الحركات الإرهابية فى تاريخ مصر هو حازم صلاح أبو إسماعيل.
>لم تعد علاقة عمرو خالد بالإخوان سرًا بعد ثورتى يناير2011 ويونيو 2013.. فبعد الثورة الأولى رأى هو أن من مصلحته أن يعيد علاقاته بالجماعة التى كان يتخفف من علاقته بها فى رحلته للصعود فى زمن مبارك.
أما بعد ثورة يونيو فقد أذاع شباب الإخوان كل ما بحوزتهم من فيديوهات ووثائق لإثبات علاقته بالجماعة التى عاد ليتبرأ منها.. وكانت إذاعة الوثائق إثباتًا لكذبه.. وإعلانًا لاحتقار شباب الإخوان لداعية يغير مواقفه كما يغير ملابسه.. بحسب المناسبة.. والطقس السائد.
>>بعد سنوات من الانتماء للجماعة.. ومن فشل الجماعة فى الاستيلاء على السلطة.. انخرط عمرو خالد ومجموعة من زملائه فى الجماعة فى مخطط أسميته وقتها «الأسلمة من أسفل».. تحولوا من أعضاء عاملين فى الجماعة إلى دعاة مستقلين ظاهريًا، مهمتهم اختراق الطبقات العليا فى المجتمع.. تحت ستار الدعوة.
كان ذلك يتم بتواطؤ كامل من أجهزة أمن مبارك التى كانت تواجه إرهابًا مسلحًا فى الصعيد، ورأت أن دعاة من هذا النوع هم أهون الضررين، وأنه فى النهاية يمكن التفاهم معهم والسيطرة عليهم.
>>كان مسجد نادى الصيد هو مسرح ميلاد هذه الظاهرة التى أسميتها وقتها «ظاهرة الدعاة الجدد»، وكان الإخوانى عمر عبدالكافى هو أستاذ عمرو خالد الذى قدمه لجماهير الأثرياء.
أما مسجد نادى الصيد نفسه فقد كان عربون تحالف قدمه رجل الأعمال حسين صبور لأعضاء الإخوان حتى ينتخبوه رئيسًا للنادى، ويقال إنه تبرع وقتها بتصميمه وبتكلفة إنشائه التى بلغت خمسة ملايين جنيه وقتها.
>>لم يكن إنكار عمرو خالد لعلاقته بالإخوان المسلمين، وإنكاره للعلاقة من الأساس فى زمن مبارك وصياغته لخطاب دينى ينافق السلطة والأثرياء هو دليل انتهازيته الوحيد، وإن كان هو الدليل الأول.
>>فبعد سنوات من صعوده.. اصطدم عمرو خالد بالجهات الأمنية التى رعت ظهوره الأول.. وسارع بالخروج من مصر.. ليقيم فى لندن.. وبدلًا من تبرعات الأثرياء.. ونقود القنوات الفضائية السعودية التى كان يقدم عليها برامجه.. وجد أن التمويل الغربى للمجتمع المدنى هو مصدر ثراء أكبر.
>>وفى عام 2007 وبعد أن أسس جمعيات صُناع الحياة فى مصر والوطن العربى وبعد أن اكتوت بريطانيا بنار الإرهاب الذى كانت تؤويه وتحتضنه وحدثت تفجيرات لندن عام 2007.. أقنع عمرو خالد أجهزة الأمن البريطانية بأنه يستطيع أن يقنع الشباب بالتعايش مع الغرب.. بدلًا من العداء له.. وكان أن حصل على دعم قيمته 47 مليون جنيه إسترلينى!! من صندوق دعم الفرص فى الخارجية البريطانية وفق تقرير نشره الموقع الإلكترونى لهيئة الإذاعة البريطانية عام 2007.
>>ولم يكن هذا كل شىء.. ففى نفس العام نشرت الصحافة البريطانية تقريرًا عن رعاية المكتب السادس فى لندن «المخابرات البريطانية» لستة من الدعاة الإسلاميين الذين وصفتهم بـ«المعتدلين» والمقيمين فى لندن وقتها «2007» وكان عمرو خالد على رأس قائمة الدعاة الذين شملتهم المخابرات البريطانية بالرعاية.
>> بعد سنوات «الدعاية» فى لندن ووفق ترتيبات وعلاقات متناقضة كان أن عاد عمرو خالد إلى مصر ليعود إلى نشاطه، وكانت المفاجأة أن الشاب الذى تولى إدارة أعماله، ويقال إنه كان شريكًا له فى كل «تجارته» كان نجل رجل الأعمال المعروف «كرم الكردى»، وكان ينتمى بصلة قرابة من الدرجة الأولى «ابن شقيقه» اللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز أمن الدولة فى زمن مبارك وحبيب العادلى!!
>>لكن هذه العلاقة الصريحة والواضحة بجهاز أمن مبارك.. لم تمنع عمرو خالد من أن يتواجد فى ميدان التحرير فى ليلة خلع مبارك، وأن يصعد مثل أى انتهازى على أكتاف الشباب الذين خاطروا بحياتهم.. وكانوا سببًا فى التغيير وكانت البراءة من جهة.. وغياب المعلومات والمعايير وسيادة «اللخبطة » سببًا فى أن يستقبل الكثيرون وجود عمرو خالد فى الميدان على أنه أمر طبيعى ومسلم به.
>>فى الشهور التالية لثورة يناير، ومع صعود الإخوان المسلمين كشف عمرو خالد عن وجهه الحقيقى، وكان أن أسس حزبًا أسماه «حزب مصر».. ليلعب به مع الجماعة ويلعب معها.. وكان من الطبيعى أن يدعو المصريين لتأييد الرئيس الإخوانى محمد مرسى.. وإن كنت أستطيع أن أقول إن تحالفه مع الجماعة كان أقرب لتحالف الذئاب مع بعضها البعض.. كان تحالفًا مبنيًا على المصلحة.. وعلى الانتهازية.. وعلى قاعدة من الود القديم والأرضية المشتركة.. وكان أن انضم لحزبه عدد من الشخصيات العامة.. كان من بينهم خالد عبدالعزيز وزير الشباب الحالى.
>>بعد سقوط الإخوان التزم عمرو خالد صمت الذئاب، ولم يجد فى نفسه الشجاعة ليدافع عن حلفائه ورفاق رحلته الأولى.. ولم يفتح فمه بحرف واحد.. ولعله لو فعل لكان محل احترام من مؤيدى الجماعة ومن معارضيها أيضًا.. فالثبات على المبدأ فضيلة يعترف بها الأسوياء حتى وإن اختلفت مع المبدأ الذى يثبت عليه صاحبه.
>>فى رحلة الداعية المثير للجدل عدة فصول غامضة لعل منها مصير التمويل الذى حصل عليه باسم جمعيات صُناع الحياة.. وسر خلافه مع عدد من قياداتها ومنهم أمينها العام د. محمد يحيى.. وما إذا كان للخلاف حول الذمة المالية لعمرو خالد.. أحد أسباب هذا الخلاف.
>>بعد كل هذه المعلومات التى استرجعتها الذاكرة بسهولة ويسر.. وبعد أن قرأت الكتيب «التافه» الذى صاغه عمرو خالد عن تصوره للأخلاق.. وأجد على المسئولين والشركاء الذين وضعوا عمرو خالد على رأس هذه الحملة أن يشعروا بالخجل.. وأن يعترفوا بالخطأ.. وأذكر الدكتور على جمعة أحد داعمى عمرو خالد بعلم «الرجال» وأطالبه بتطبيقه على من اختاره أمينًا عامًا لحملة تعلم المصريين الأخلاق.. كما أدعو عالمًا كبيرًا مثل د. أحمد عكاشة لأن يقرأ الكتاب «التافه» الذى صاغه عمرو خالد ووضعته الحملة ضمن مطبوعاتها، وأن يناقشه فى مفهومه عن الأخلاق.. وأن يسأله ويسأل نفسه عن الأخلاق التى تريدها مصر حتى تنهض من كبوتها.. لا لكى تمثل على نفسها وتدعو شبابها لكى يمارسوا - أدب القرود - بعيدًا عن المعنى الإنسانى والحقيقى للأخلاق.
>>أما عمرو خالد نفسه فإننى أدعوه أن يخرج على الرأى العام ليرد على ما نسبته إليه وإلا.. فليلتزم الصمت وإلى الأبد.. فالانتهازيون لايُعلمون الناس الأخلاق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف