«إنت جيت أساسا غلط « عندما أطلقها النائب توفيق عكاشة في وجه رئيس البرلمان معلنا عن غضبه لطرده من الجلسة لم يكن يعلم بالطبع أن صداها سيرتد إليه وربما للمجلس كله. يجهل عكاشة وربما زملاؤه أيضا أن قليلا من يعلق آماله علي هذا البرلمان . فمثلما الجواب الذي يقرأ من عنوانه كانت بداية المجلس كاشفة لما سيكون عليه أداء وممارسات أعضائه . الفوضي والعشوائية واستعراض القوي ومحاولة جذب الانتباه وإثبات الحضور حتي لو كان علي حساب إهدار الوقت والجهد وافتعال الخناقات وتصعيد الخلافات التي غالبا ما تنتهي بالاعتذار وتقبيل الرءوس وكأننا في قعدة عرب لا برلمان مثقلا بهموم وطن وعذابات مواطنيه .وبدلا من التركيز في المهمة الصعبة يتفنن بعض النواب في اختلاق الأزمات أو تفجير قنابل مثيرة للانتباه والخلاف والغضب .فنجد أحدهم يتوعد بمنع أحد البرامج التي يعتبرها معادية له وآخر يدعو السفير الإسرائيلي في منزله وكأن كل همومنا وقضايانا معلقة علي كسب ود إسرائيل .وكأنه نسي أن عقوداً مضت لم تفلح في تغيير قناعة الشعب المصري الرافض للتطبيع بكل أشكاله .لا أعرف حقيقة كيف لنائب أن يضرب عرض الحائط بثوابت ومواقف وانحيازات شعب المفترض أنه يعبر عنه !! لكن يبدو أننا سنري العجب علي يد هؤلاء وغيرهم من نواب الشو والمهرجانات .وللأسف يبدو هؤلاء الأعلي صوتا والأكثر صخبا والأكبر تمكنا من أدواتهم في لفت الانتباه وإثارة المشاكل . أما الأغلبية الأكثر صخبا فللأسف ليس حالها أفضل كثيرا . وإن اختلفت الأساليب . فكل تركيز هؤلاء ينصب في البحث عن زيادة الحوافز والبدلات والرواتب التي يحصل عليها النواب مقابل الجلسات وبعضهم طالب بزيادة الرواتب بنسبة 25% عما كانت عليه في البرلمان السابق وبعضهم طالب بحساب بدل الجلسات بالساعة وآخر طالب بزيادة بدل المظهر والمبيت والعلاج وتأشيرات الحج والعمرة !! لنكتشف في النهاية أن غالبية النواب جايين غلط بس بينكروا !!