الأهرام
عماد عريان
قبل العاصفة .. المشير والرئيس .. أين الحقيقة ؟
أما المشير فهو خليفة حفتر قائد الجيش الليبى الذى يهيمن بقواته على شرق الدولة,والرئيس هو فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى الذى يهيمن بعناصر مسلحة على طرابلس الغرب ويطعن كثير من السياسيين الليبيين فى شرعيته على أساس أنه أمضى الفترة الشرعية والقانونية التى نص عليها اتفاق الصخيرات فى حين أنه وأنصاره يرون أن هذه الفترة لم تبدأ بعد على أساس أن الاتفاق ذاته وما تمخض عنه من مكونات سياسية لم ينل بعد موافقة البرلمان الليبي!ووسط هذه الجدلية السياسية المربكة نجحت مصر فى اختراق الكثير من الصعاب للتقريب بين الفصائل الليبية والقضاء على مظاهر الانقسام الخطيرة التى تهدد البلد الشقيق وخاصة ما يتعلق منها بتباين المواقف بين المشير والرئيس,وقد تمخضت المباحثات التى رعتها مصر بين الفرقاء وأحدثها الأسبوع الماضى عن خريطة طريق سياسية تضع الدولة الليبية بكل مكوناتها على بداية الطريق الصحيح وتفتح للشعب الليبى أولى صفحات الاستقرار من خلال انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة بعد تعديل اتفاق الصخيرات,ولكن برغم بيانات الترحيب والإشادة بالجهود المصرية إلا أن الرئيس السراج سرعان ما أصدر بيانات اتهم فيها المشير حفتر بإضاعة فرصة حقيقية لإنهاء الانقسامات الليبية بعدما رفض مقابلته أخيرا فى القاهرة!بل وذهب إلى أبعد من ذلك عندما طلب من حلف الأطلنطى وبشكل علنى قى بيان رسمى التدخل فى ليبيا لمساعدة قواته وعناصر الأمن على النهوض بمهامها,وهذه فى حد ذاتها دعوة فى منتهى الخطورة,لأنه يستغيث بالحلف الذى كان سببا فى تدمير بلاده,كان أولى به أن يتمسك بالعملية السياسية الجارية برعاية عربية بعيدا عن التدخلات الخارجية حتى لا تصبح ليبيا سوريا أخرى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف